الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وقد أوضح النبي صل الله عليه وسلم في الكثير من المواضع عن مدى أهميتها في الدين فقال ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ، انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ”.
لذا فليعلم القاصي والداني بأنه لا دين لمن لا صلاة له، فالصلاة في الأساس تمثل الصلة بين العبد وربه فإن لم يؤدها العبد انقطعت الصلة، كما أنها تمثل العلامة المميزة بين المسلم والكافر فمن تركها إنكارًا لها فهو كافر، وارتبط بالصلاة أنه يجب أن يقوم العبد بالتوجه نحو الكعبة أثناء آداؤها وهي واحدة من الأمور الهامة لصلاح الصلاة.
قصة القبلة وتغييرها
يعرف الجميع أن بيت الله الحرام أو الكعبة هي ثاني القبلتين إذ كانت هناك قديمًا قبلة أخرى وهي المسجد الأقصى، وكانت هي القبلة التي يتوجه إليها المسلمين طيلة الفترة المكية في الدعوة الإسلامية وكان معهم النبي صل الله عليه وسلم رغم رغبته الدائمة والملحة بأن تكون قبلته هي مكة، ولكن تنفيذًا للأمر الإلهي كان يتوجه إلى المسجد الأقصى فهو خير قدوة لنا فيما يخص الأوامر الإلهية، حتى أنه صلوات الله وسلامه عليه حتى يستطيع تنفيذ الأمر الإلهي وإرضاء حاجة في نفسه كان عندما يصلي يصلي أمام الكعبة متجهًا جهة الشمال فقد قال بن عباس كان رسول الله يصلي وهو بمكة نحو المسجد الاقصى والكعبة بين يديه.
حزن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بسبب أنه لم يعد يستطيع الصلاة متوجهًا للمسجد الحرام والمسجد الأقصى معًا، إلا أنه استمر في تنفيذ الأمر الإلهي متوجهًا للمسجد الأقصى لمدة ستة عشر شهرًا، حيث جاء الأمر الإلهي بتغيير القبلة ونزل جبريل على النبي صل الله عليه وسلم بهذه البشرة ” قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ” ( البقرة/ 144 ).
كان تغيير القبلة واحدة من أهم الوسائل التي أظهرت ما تخفي النفوس وتنقية الصف المسلم، وظهر ذلك في تباين ردود الأفعال بين الناس على هذا الأمر الإلهي، فهناك الفريق المؤمن بحق والذي امتثل بشكل مباشر للأمر دون جدال وهناك الفريق الذي رفض وبدأ يزرع الشك في النفوس، وقد اختلف في تحديد تاريخ النزول بالتغيير فهناك من قال بأنه في 17 رجب، وهناك من قال بأنه في 8 محرم، وهناك من قال بأنه في منتصف شعبان.
كيف اعرف اتجاه القبلة في بيتي
توجد أكثر من طريقة تستطيع من خلالها تحديد القبلة وأنت في منزلك أو في أي مكان ومن هذه الطرق:
الخريطة
إن كنت تمتلك خريطة ورقية فقم بتحديد مكانك على الخريطة ومنه قم برسم خط مستقيم يتحه إلى الكعبة، مما يعطيك اتجاه القبلة بشكل تقريبي فهذه الطريقة ليست دقيقة بشكل كبير في تحديد اتجاه القبلة لكنها تفي بالغرض.
البوصلة
تقوم البوصلة بتحديد الاتجاهات الرئيسية الشمال والجنوب والشرق والغرب كل ما عليك هنا أن تعرف موقعك بالنسبة للكعبة أين تكون شمال أو جنوب أو شرق أو غرب.
الهواتف الذكية
أصبحت الهواتف الذكية واحدة من مقتنيات كافة المنازل وباستخدامها تستطيع تحديد اتجاه القبلة وبشكل عالي الدقة حيث بإمكانك تنزل أي تطبيق من التطبيقات المتاحة على المتاجر الإلكترونية والتي تقوم بتحديد اتجاه القبلة بمنتهى الدقة.
مواقع الانترنت
تضم شبكة الانترنت عددًا من المواقع التي تتيح لك إمكانية تحديد اتجاه القبلة وبشكل دقيق أيضًا، ومنها ما هي مواقع عربية وما هي مواقع أجنبية، وأنت هنا فقط تحتاج أن تعرف ما هو خط الطول ودائرة العرض التي تقع فيها مدينتك لتقوم بإدخالها إلى الموقع، أو ببساطة يمكنك تشغيل خاصية تحديد الموقع ( gps ) وسيقوم الموقع أوتوماتكي بتحديد القبلة وكذلك مواقيت الصلاة غالبًا.
الظل
واحدة من أبسط الطرق التي تستطيع من خلالها تحديد اتجاه القبلة هي استخدام الظل، فقط عليك التوجه إلى سطح المنزل أو الحديقة إن وجدت في وقت الظهيرة أي وقت تعامد الشمس، ثم لاحظ اتجاه ظلك واعرف إلى أين يتجه فالقبلة تكون عكس اتجاه ظلم.
موقعك بالنسبة لمكة ومكان الشروق
تحتاج في تلك الطريقة إلى أن تعرف بشكل جيد أنت أين بالنسبة لمكة وكذلك من أين تشرق الشمس، وهنا كل ما عليك هو الوقوف متوجهًا لمكان شروق الشمس وبذلك يكون الغرب خلفك والجنوب عن يمينك والشمال عن يسارك وهي طريقة تشبه إلى حد كبير طريقة استخدام البوصلة.
رغم أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة إلا أنه يسقط في حالات محددة كنوع من التخفيف عن العباد وحتى لا يترك الصلاة كاملة، ومن تلك الحالات أن يكون العبد مريض مرض لا يسمح له باستقبال القبلة، وكذلك الخوف الشديد والهلع، وهناك النافلة والعبد على سفر وبخلاف تلك الحالات وجب استقبال القبلة ولا صحة للصلاة بدونها.