من الجدير ذكره أنه قبل انتشار الدين الإسلامي كان سائد بين الشعوب الظلم، حيث كان الرجل هو الوحيد الذي يمتلك جميع زمام الأمور، ولاتتمكن السيدات من إبداء أي رأي لها بأي شأن، ولكن جاء الدين الإسلامي ليغير جميع هذه الأشياء وأصبح كل من الرجل والمرأة يتساوى في الحقوق والواجبات، ويعد ذلك من مظاهر الدين الإسلامي الحنيف، ويتضح ذلك في قول الله عز وجل ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ “.
ولعل السبب الذي جعل الرجل لديه قوامة على زوجته هو أمرين هامين وهو أن الرجل يمتلك مقومات جسدية خلقية، فالرجل يتسم بأنه كامل الخلقة وسليم البنية، والرجل يتميز بأنه مفضل عن المرأة في كل من القوة والشدة، ولذلك نلاحظ أن النبوة والرسالة النبوية كانت جميعها تخص الرجال وليس النساء، كما نجد أيضًا أن إقامة الشعائر سواء الأذان أو الإقامة كان الرجل هو من يقوم بها، بالإضافة لأن الطلاق أيضًا بأيدي الرجال، وسوف نتعرف من خلال المقال على تفسير ابن باز لقول ” الرجال قوامون على النساء”.
قول ابن باز في ” الرجال قوامون على النساء “
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أن ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ “، وذلك يرجع لفضل الرجل العظيم على المرأة ويتمثل هذا الفضل فيما ينفقه من مال عليها، فالرجل يعطي المال للمرأة وينفق عليها، ولا يحق للزوجة أن تخرج من البيت بدون أن تأخذ من زوجها إذن للخروج، ولايجوز لها أن تعصي زوجها في أي أمر قد أباحه الله، حيث يجب عليها السمع والطاعة في المعروف، كما يعد الزوج هو من يقوم على توجيه المرأة وإرشادها في كافة الأمور المختلفة، ولكن يجب على المرأة في الوقت نفسه عدم طاعة زوجها في المعصية، وذلك يرجع لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ” إنما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
السبب وراء قوامة الرجل على النساء
من الجدير ذكره أن الرجل يتساوى مع المرأة في كل من الحقوق والواجبات، وذلك يرجع لمحاسن الدين الإسلامي العظيم ويتضح ذلك في قوله تعالى ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ”، والسبب وراء قوامة الرجل على المرأة هذه الأمور التالية والتي تتمثل في:
1- يتميز الرجل بإمتلاكه لمقومات جسدية خلقية، حيث نلاحظ أن الرجل كامل الخلقة وسليم البنية، ويمتلك الرجل حق الطلاق وغيرها من الحقوق الأخرى.
2- يتطلب من الرجل أن ينفق على الزوجة وينبغي عليه أن يقدم المهر لزوجته وذلك كنوع من أنواع التكريم لها.
أهم ضوابط القوامة للرجل على النساء
لقد جعل الله عز وجل ضوابط لقوامة الرجل على المرأة، وذلك حتى لاتكون هذه القوامة سبب من أسباب تحكم الرجل بالمرأة، ومن أهم هذه الضوابط مايلي:
1- قيام الرجل بأداء جميع واجباته الزوجية على أكمل وجه والتي تتمثل هذه الواجبات في كل من تقديم المهر للزوجة، وهو يعتبر المال الذي يقدم للمرأة عند نكاح الرجل لها، ولقد أشار الكثير من العلماء إلى وجوب المهر وإلزامه في جميع الحالات المختلفة تأكيدًا على شرف المرأة وعظمتها، كما يؤكد أيضًا على رغبة الرجل بالإرتباط بها.
2- إلزام إنفاق الزوج على الزوجة ويجب على الرجل أن يلتزم بهذه النفقة بمجرد أن يتم عقد الزواج مع زوجته، ويساعده ذلك على أن يستمتع بالزوجة ويكون الرجل ملزم بأن ينفق على زوجته، وملزم أيضًا بتوفير لها المسكن وكذلك الملبس الجيد.
3- ضرورة معاشرة الزوجة بالمعروف وبالإحسان أيضًا، فمن الملاحظ أن المعاشرة يعتتبر لفظ يشمل جميع جوانب الحياة المختلفة، حيث يعد الطلب الأساسي من الزوج والذي يجب أن يلتزم به في تعامله مع زوجته هو أن يحسن في معاملته لزوجته ويتأدب معها أيضًا، ولايحملها ما لاتتمكن تحمله، ويجب عليه أن يتحمل زوجته في حالة تعصبها في بعض الأوقات، كما يجب عليه أيضًا أن يحرص على أن يتجمل لها ويقوم بإدخال السرور لقلبها بصورة مستمرة، ويعد ما سبق من مظاهر المعاشرة الحسنة والجيدة.
4- يجب على الرجل أن يلتزم بجميع نصوص الشرعية فيما يتعلق بقوامه على المرأة، حيث يجب عليه ألا يظلم ولا يهين زوجته على الإطلاق، بل يجب عليه أن يراعي جميع حقوق الزوجة.