حكم قراءة «صدق الله العظيم» بعد الانتهاء من قراءة القرآن هل هي بدعة أم جائزة ؟ وحكم الاستدلال بقول الله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [آل عمران:95]، ومدى صحة كلام من قال بأن النبي كان إذا أراد إيقاف القارئ قال له حسبك، ولم يقل «صدق الله العظيم»؟ ويتناوله سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رحمه الله بالإجابة والتوضيح.

حكم قراءة «صدق الله العظيم» بعد الانتهاء من قراءة القرآن هل هي بدعة أم جائزة ؟
يجيب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رحمه الله: اعتاد الكثير من الناس أن يقولوا: صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، وهذا لا أصل له ولا ينبغي اعتياده، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيلة البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة، فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل.

تفسير الشيخ لقوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}:
وأما قول الله تعالى {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ } [آل عمران:95] فليس في هذا الشأن وإنما أمرهم الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم  القرآن، ولكن ليس هذا دليلًا على أنه مستحب، أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن، أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتًا ولا معروفًا عن النبي صل الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.

ومدى صحة كلام من قال بأن النبي كان إذا أراد إيقاف القارئ قال له حسبك، ولم يقل «صدق الله العظيم» ؟
يوضح فضيلة الشيخ أنه لما قرأ ابن مسعود على النبي صل الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال له النبي: حسبك، قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان صل الله عليه وسلم، أي تبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية، وهي قوله سبحانه {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ} أي: يا محمد {عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا، أي: على أمته، ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم، بعدما قال له النبي صل الله عليه وسلم: “حسبك”، والمقصود أن ختم القراءة بقول القارئ: صدق الله العظيم، ليس له في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت فلا بأس به.

خلاصة المقصود: أن كلمة صدق الله العظيم عند نهاية القراءة هي كلمة زائدة ليس لها أصل في الشرع، والحكم الشرعي هو تركها تأسيا بالنبي صل الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله، وفي حالة فعلها الإنسان في بعض الأحيان وليس على سبيل العادة من غير قصد فلا يوجد ضرر، لأن الله سبحانه وتعالى صادق في كل شيء، والخطأ فقط هو المداومة عليها بعد كل قراءة.