تتواجد آية “كنتم خير أمة خرجت للناس” في سورة ال عمران ورقم الآية 110، ولقد اختلف الفقهاء والمفسرين في تفسير تلك الآية، وكان محل الاختلاف في الآراء هو من هي الأمة أو الجماعة التي ذكرت في القرآن وقيل عنها أنها خير أمة خرجت للناس، لذلك لكل مفسر تفسير للآية واستنادًا خاص لما يراه، وسنقوم بتوضيح ذلك بشكل كامل وتفصيلي.

تفسير الطبري ” كنتم خير أمة خرجت للناس

الطبري أو كما يعرف باسم “محمد بن جرير الطبري” هو أحد المفسرين المسلمين الأجلاء، كما أنه فقيه ومؤرخ وضع العديد من الكتب المراجع التي ما زالت تدرس حتى الآن بالمدارس والجامعات، يرى الطبري أن المقصود بقوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس” هم الناس الذين آمنوا بما أوتي به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، حيث انتقلوا معه بعد ذلك إلى المدينة.

تفسير السعدي ” كنتم خير أمة خرجت للناس “

السعدي أو كما يعرف باسم “عبد الرحمن بن ناص السعدي” أحد مفسرين القرآن الذين اتبعوا اتجاه الحنبلي في التفسير، ولقد تعمق ذلك الفقيه الجليل  في علوم الفقه والقرآن ووضع العديد من الكتب، ومن أشهر كتبه في علوم القرآن كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

فسر السعدي الآية “كنتم خير أمة أخرجت للناس” أن الله سبحانه وتعالى قد كرم أهل مكة المؤمنين الذين خرجوا من مكة مع الرسول بوصفهم أنهم أحسن وأفضل الأمم التي عرفها العالم، ويرجع ذلك لما صبروا عليه من أذى لدخولهم الإسلام من أهل مكة.

تفسير ابن كثير ” كنتم خير أمة خرجت للناس “

ابن كثير هو أحد تابعين المذهب الشافعي، ولقد تتلمذ ذلك المفسر الجليل على يد كبار الأئمة والمفسرين مثل ابن تيمية وجمال الدين المزي وابن القيم وغيرهم من العلماء، وهو من مفسرين القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

فسر ابن كثير الآية “كنتم خير أمة أخرجت للناس” أن المقصود بقول الله خير أمة أي أفضل وأنفع أمة سيعرفها الناس، لما تركوه ورائهم من تعاليم يلزم تعلمها من تمسك بالدين وجهاد في سبيله، لذلك كرمهم الله بذلك القول الكريم، ويرى أن المقصودين في الآية هم من آمنوا بالله واصطحبهم رسولنا الكريم من مكة إلى المدينة.

تفسير الترمذي ” كنتم خير أمة خرجت للناس “

الترمذي أو كما يعرف باسم محمد بن عيسى الترمذي هو أحد مفسرين القرآن والسنة في الدولة العباسية، ولقد وضع ذلك المفسر الكثير من المؤلفات القيمة مثل سنن الترمذي والشمائل المحمدية وعلل الترمذي الكبير وغيرهم.

 فسر الترمذي الآية “كنتم خير أمة أخرجت للناس” أن تلك الأمة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى هي أفضل أمة ذكرت في الإسلام، وأنها أفضل أمة في السبعين أمة المسلمة، وقد كرموا بذلك الشكل لما قاموا به من تحمل لأذى الكفار في مكة.

تفسير القرطبي ” كنتم خير أمة خرجت للناس “

القرطبي أو كما يعرف باسم شمس الدين القرطبي هو أحد المفسرين الذين اتبعوا المذهب المالكي، ولقد تعلم ذلك الفقيه علم الحديث وعلم التفسير وعالم العقيدة، ومن أشهر مؤلفاته كتاب الجامع لأحكام القرآن وتفسير القرطبي، وتتلمذ علي يد الطبري والماوردي.

فسر القرطبي الآية “كنتم خير أمة أخرجت للناس” أن المقصود بتلك الأمة هي الأمة التي اعتنقت الإسلام عن اقتناع وإيمان شديد، لذلك فضلهم الله عن باقي الأمم التي جاءت من بعدهم، حيث أنهم تحملوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الضرر والمعاناة طوال فترة بقائهم في مكة، كما أنهم حاربوا مع الرسول في غزواته عند الفتح الإسلامي، حتى ينشر الإسلام في كل بقاع الأرض.

تفسير معنى ” كنتم خير أمة خرجت للناس “

برغم الخلاف الذي وقع فيه الكثير من المفسرين على قيمة تلك الأمة، ولكنهم اجمعوا على أنها الأمة التي نطقت بالحق وآمنت بالرسول الكريم، كما أنهم تحملوا فترات طويلة من المحن نتيجة لتواجدهم في بيئة عم فيها الكفر لسنوات طويلة وهي مكة، حيث كانت ولادة الإسلام والمسلمين في تلك البقعة، حيث تحمل الرسول عناء إقناع قومه بأن الإسلام هو الدين الحق، ولذلك فضلهم الله سبحانه وتعالى عن باقي الأمم، وذلك ما أجمع عليه كل الأئمة والمفسرين الأجلاء الذين فسروا تلك الآية الكريمة.

الوسوم
تفسير الايات