يعرف علم التفسير بأنه  أحد علوم القرآن، ويهتم بنيل شرف تفسير كلام الله، وهو العلم الغالب والمسيطر على جميع العلوم لارتباطه بكلام الله تعالى، كما إنه العلم الذي لا تنقضي فوائده وعجائبه، وهم علم شديد الأهمية لأن المولى عز وجل أمرنا بتدبر آيات كتابة وتعلم ومعرفة أحكامه والتأثر بقصصه وعظاته، والاستعداد ليوم الحساب من خلال الاطلاع على جنة الآخرة ونعيمها، وجهنم وجحيمها، ومما يدل على فائدة هذا العلم وأهميته أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا حريصين على تحصيله، ولابد لمن ينال شرف العمل  في هذا العلم أن يكون على معرفة تامة  بعلم أسباب النزول، والتمكن من معرفة اللغة العربية.

 مراحل علم التفسير

لم يصل إلينا علم التفسير هكذا، لكنه وصل عبر جهود جبارة وتطور أصيل، وذلك لأن العلماء الذين عملوا في هذا العلم يدركون أنهم يتعاملون مع أعظم الكلمات وأشرفها، وقد مر هذا العلم بعدة مراحل وهي:

المرحلة الأولي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

بدأت هذه المرحلة وهي مرحلة النشأة في صدر الإسلام، وذلك لأنه لم يكن يوجد نص قرآني قبل أشرف الخلق، ولم يكن يسمى التفسير في حينه علما.

ويعرف أن أول من مارس هذا العلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمه للناس فقد كان هو المصدر الأول لفهم كتاب الله وتبيينه، وكان منهج  هذه المرحلة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفهم القرآن لأصحابه ويبين لهم ألفاظه . وطريقة تلاوته، بقوله أو فعله أو إقراره.

 المرحلة الثانية طبقة الصحابة

كان زمن هذه المرحلة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتمدت على تفسير القرآن بالقرآن، أو تفسير القرآن بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقام بها الصحابة كونهم طبقة المفسرين الأولى في تاريخ علم التفسير، ولم يكونوا جميعهم على قدم المساواة في هذا العلم، فقد كان منهم نخبة امتازت بهذا العلم دون سائر الصحابة رضوان الله عليهم.

 المرحلة الثالثة طبقة التابعين

كانت هذه المرحلة في العهد الذي تلا عصر الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهجها تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وعن طريق الفهم والاجتهاد.

وتميزت هذه المرحلة دون سابقيها بظهور الكتابة والتدوين عند بعضهم.

المرحلة الرابعة التدوين بعد عهد التابعين

بدأ تدوين التفسير الذي كان ينظر له على أنه باب من أبواب الحديث، ولم يكن هذا التدوين في بدايته شاملا للقرآن كله،  وتم  بعد ذلك التدوين في تأليف خاصة شاملا القرآن الكريم كله.

وقام علماء هذه المرحلة بتأليف تفاسير جمعت وضمت ما انتهى إليهم من تفسير وأقوال الصحابة والتابعين.

وتميز علم التفسير في هذه المرحلة بما يلي  

ظهور علم التفسير في مؤلفات ومصنفات جامعة لما سبق من تفاسير وأقوال للصحابة والتابعين.

ضبط الرواية عن الصحابة فقد قام علماء هذه المرحلة بعملية بحث دقيقة للغاية في أحوال من نقلوا إليهم أقوال الصحابة في القرآن من التابعين، فاعتمدوا الثقات وأهملوا غيرهم .

ينسب لمفسري هذه المرحلة أنهم  أضافوا إلى ما نقلوه زيادات واستنباطات وكان من هذه الزيادات ما تعلق باللغة العربية ومنها ما تعلق بالقراءات، ومنها ما تعلق بالفقه .

 نتائج ترتبت على عمل مفسري تلك المرحلة 

توسع الاختصاصات العلمية، وظهور العلماء المتخصصين.

اتجاه بعض علماء العربية إلى التأليف في تفسير القرآن، فجاء نتاجهم مبرزا بلاغة القرآن العربية وإعجازه اللغوي.

وألف علماء الفقه فيه أيضاً فكان علمهم منصباً على الجانب الفقهي في القرآن أكثر من غيره مثل كتاب أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي والجامع لأحكام القرآن للقرطبي .

ألف علماء التوحيد والكلام مؤلفات اعتمدت على التفسير لاستخراج دلائل التوحيد وفروعه.

الوسوم
تفسير الايات