يعتبر علم التفسير من أسمى العلوم التي ينبغي على كل مسلم في هذا الزمان أن يدرسها ، ويجعل تعلم هذا العلم من الأولويات في حياته ، وذلك لأنه علم مختص بأشرف الكتب وهو كتاب الله عز وجل ، ويمّكن هذا العلم الدارس له من الفهم الصحيح لآيات القرآن الكريم ، سواء كان هذا الفهم عن طريق معرفة معنى الآية الكريمة أو أسباب النزول إلى غير ذلك.
مراحل نشأة علم التفسير
مر علم التفسير على مجموعة من المراحل وهي:
مرحلة الفهم والتلقي
التفسير فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة: وبالنسبة لفترات مرحلة الفهم والتلقي فكانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم وعهد التابعين.
وهي أول مرحلة من مراحل نشأة علم التفسير وقد كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يفسرون القرآن بالقرآن بمعنى ان ما ذكر مختصرا في موضع من مواضع القرآن الكريم فإنه يذكر مفصلا في موضع اخر ، او كانوا يعتمدون في التفسير على النبي صل الله عليه وسلم بحيث ما أشكل عليهم فهمه في القرآن يفسره النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بكتاب الله عز وجل ، أو أنه في حدود ضيقة كان يتم تفسير القران الكريم على يد الصحابة المقربين رضوان الله عليهم كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وبن عباس وابي بن كعب وغيرهم من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم.
مرحلة كتابة التفسير وتدوينه
أما فترات مرحلة الكتابة والتدوين فهي إما تدوين التفسير على أنه تابع أو باب من أبواب الحديث ، أو تدوين التفسير على أنه علم مستقل بذاته، وقد كانت هذه الفترة في آخر العصر الأموي وأول العصر العباسي ، وقد كانت هذه المرحلة كما ذكرنا على فترتين:
– الفترة الأولى حيث كان التفسير ضمن أبواب الحديث ، ومن أشهر العلماء الذين ألفوا في هذه الفترة شعبه بن الحجاج ، وكيع بن الجراح ، وسفيان بن عيينة.
– الفترة الثانية حيث اعتبر علم التفسير غير تابع للحديث واعتبر علم قائم بذاته ، وأشهر مؤلفي هذه الفترة هم ابن ماجة القزويني ، محمد بن جرير الطبري ، وابن المنذر.
مميزات مرحلة الفهم والتلقي
تميزت مرحلة الفهم والتلقي بعدت مميزات منها:
بالنسبة لعهد النبي صل الله عليه وسلم فقد كان النبي بذاته هو الذي يبين للصحابة رضوان الله عليهم ما يصعب عليهم فهمه من معاني القرآن الكريم.
وبالنسبة لعهد الصحابة فقد كانوا رضوان الله عليهم يعتمدون في منهجهم على أن لا يتجاوزوا عشر آيات في التلقي حتى يتعلموا ما في هذه الآيات ويعملوا بما فيها ، وقد كانوا رضوان الله عليهم يرجعون إلى بعضهم البعض لفهم ما يصعب عليهم من معاني القرآن الكريم.
التفسير في عهد التابعين رضوان الله عليهم
فعندما فتح الله سبحانه وتعالى على المسلمين الفتوح وانتشرت الدعوة انتشارا باهرا وفتحت الكثير من البلدان والأمصار فقد اسس الصحابه رضوان الله عليهم مدارس لتعليم التابعين أمور دينهم من التفسير والحديث والفقه ، فقد أسست مدرسة التفسير بمكة على يد بن عباس رضي الله عنه وقد كان بن عباس حبر هذه الأمة وترجمان القرآن وقد دعا له النبي صل الله عليه وسلم فقال” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل” وكان من تلاميذه سعيد بن جبير ، كما أسست أيضًا مدرسه المدينة المنورة على يد أبي بن كعب ، وكان من بين تلاميذه محمد بن كعب القرطبي ، وزيد بن أسلم.
مميزات التفسير في عهد التابعين
وقد كان تفسير الصحابة رضي الله عنهم متميزا لعدة أسباب:
– ما كان من الصحابة رضي الله عنهم من العدالة وسلامة النية.
– وقد كانوا أصحاب لسان عربي فصيح.
– وقد شهدوا نزول القرآن على النبي صل الله عليه وسلم.
– وكذلك فهمهم الحسن للنصوص الشرعية.
– أما بالنسبة لعهد التابعين فقد تميزت فترته بأنهم تلقوا التفسير من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وقد كان من أشهر المفسرين التابعين الحسن البصري ومجاهد بن جبر.
أسباب تفسير القرآن الكريم
– وجود الكثير من المسلمين الذين لا يتحدثون العربية.
– توضيح ما يصعب من معاني القرآن الكريم.
– نقل تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه للقرآن الكريم للصحابة والتابعين.