رحلة الإسراء والمعراج هي من أشهر القصص الدينية، وهي الليلة التي أسرى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج وصعد إلى المساء وقص علينا ما وجده في هذه الرحلة، وسوف نوضح لكم لماذا فرضت الصلاة يوم ليلة الإسراء والمعراج على المسلمين.
رحلة الإسراء والمعراج
قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الإسراء:1].
يقصد بالإسراء انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، أما المعراج فهو العروج والصعود إلى السماوات العليا.
رحلة الإسراء والمعراج كانت في السنة العاشرة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة ووفاة عمه أبو طالب، وهما كانا أكثر أثنين معينين للرسول عليه الصلاة والسلام في نشر دعوته الإسلامية؛ لأن عمه كان يدافع عنه أمام قريش ويمنع أذاهم له، أما السيدة خديجة فقد كانت تقدم الدعم المادي له حتى يستطيع المواصلة في نشر الدين الإسلامي.
بعد أن توفت السيدة خديجة وأبو طالب حزن الرسول على وفاتهم جدًا لدرجة أن هذا العام أطلق عليه عام الحزن، وفي نفس العام عندما توجه الرسول إلى الطائف لمواصلة المسيرة فقد فسخر منه أهل الطائف ورموه بالحجارة مما زاد أثر الحزن في نفسه، ولم يخلصه من ذلك الحزن إلا رحلة الإسراء والمعراج.
الحكمة من فرض الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج
الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضت بشكل صريح ما بين الله ورسوله، فقد كانت في البداية خمسين صلاة، ثم خففها الله تعالى حتى وصلت إلى خمس صلوات، وقد فرضت الصلاة منذ ذلك الوقت للأسباب التالية:
– أن رحلة الإسراء والمعراج هي التي قضت على الهموم الكثيرة التي كانت موجودة لدى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا نستنتج أن الصلاة هي سبب للتخلص من الهموم والحزن، وهي مصدر لراحة العبد.
– لقد ورد قصة الملكين الذين غسلوا قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام من الحزن وطهره بماء زمزم ولهذا فقد فرض الوضوء قبل الصلاة، وهي أساس لصحة الصلاة.
– كانت رحلة الإسراء والمعراج هي ربط ما بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لأن الناس في البداية كانت قبلتهم هي المسجد الأقصى، لكن بعد هذه الرحلة توجهت القبلة إلى المسجد الحرام.
– لقد فرضت الصلوات في البداية خمسين صلاة، وبعد مرور الرسول على قبر موسى عليه السلام ووجده يصلي فقد ترجى الرسول رب العالمين بتخفيف عدد الصلوات حتى لا يشقى على أمته.
– عندما صلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام بكل الأنبياء في المسجد الأقصى، فقد كان ذلك إشارة إلى أن دين محمد هو الدين الشرعي.
– عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البيت المعمور الذي يوجد في السماء السابعة، فإنه وجد أن سبعون ألف من الملائكة يصلون في هذا المكان ثم لا يعودن إلى يوم القيامة، فإن ذلك يشير إلى أن الصلاة هي العبادة الموجودة في السماء لذلك وجبت أن تكون هي العبادة الموجودة على الأرض.
لماذا فرضت الصلاة
هناك العديد من الأسباب وراء فرض الصلاة على المسلمين وهي:
– الصلاة تحقق الصلة بين العبد وربه، وتعمل على تجديد الترابط بين العبد ورب العالمين.
– تعمل الصلاة على هدوء النفس والشعور بالطمأنينة، وارتقي إلى أرواح المؤمنين وتوصلهم إلى أعلى الدرجات.
– الصلاة توضح الفرق ما بين المؤمن شديد الإيمان وضعيف الإيمان ويظهر ذلك مع صلاة الفجر والعشاء بشكل خاص.
– فرض الله تعالى الصلاة على المسلمين حتى يعلم من الذي يريد بها التقرب له سبحانه، ولهذا فإن من فاز بها حقق النجاح، ومن تركها فقد خسر.