لا إله إلا الله شهادة تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، وهي تنفي الإلهية بحق عن غير الله سبحانه وتعالى، وتثبتها بالحق لله وحده، قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [سورة محمد: 19]، ولكي تتحقق لها شروط والواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط، ومتى وجد من المسلم معناها والاستقامة عليه فهو مسلم حرام الدم والمال، وإن لم يعرف تفاصيل هذه الشروط لان المقصود هو العلم بالحق والعمل به.
شروط لا إله إلا الله:
يقول فضيلة الشيخ ابن باز رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الشروط التي تستوجبها لا إله إلا الله: ذكر بعض أهل العلم أن شروط لا إله إلا الله ثمانية جمعها في بيتين فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع | محبــة وانقيــاد والقبــول لــهـا |
وزيد ثامنها الكفـران منـك بـمـا | سوى الإله من الأشياء قد ألها |
وهذان البيتان قد استوفيا جميع شروطها:
ويرى جمهور العلماء أنه من الواجب على جميع المسلمين أن يحققوا هذه الكلمة بمراعاة هذه الشروط وهي:
– الأول العلم بمعناها المنافي للجهل: وهو أنه لا معبود بحق إلا الله فجميع الآلهة التي يعبدها الناس سوى الله سبحانه وتعالى كلها باطلة.
– الثاني اليقين المنافي للشك: فلابد في حق قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه وتعالى هو المعبود بالحق.
– الثالث الإخلاص: وذلك بأن يخلص العبد لربه سبحانه وتعالى جميع العبادات، فغذا صرف منها شيء لغير الله من نبي أو ولي أو ملك أو صنم أو جني أو غيرها فقد أشرك بالله. ونقض هذا الشرط، وهو شرط الإخلاص.
– الرابع الصدق: ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك، يطابق قلبه لسانه، ولسانه قلبه، فإن قالها باللسان فقط وقلبه لم يؤمن بمعناها فإنها لا تنفعه، ويكون بذلك كافرًا كسائر المنافقين.
– الخامس المحبة: ومعناها أن يحب الله عز وجل، فإن قالها وهو لا يحب الله صار كافرًا لم يدخل في الإسلام كالمنافقين، ومن أدلة ذلك قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]، وقوله سبحانه وتعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، [البقرة:165].
– السادس الانقياد لما دلت عليه من المعنى: ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها ويعتقد أنها الحق، فإن قالها ولم يعبد الله وحده، ولم ينقد لشريعته؛ بل استكبر عن ذلك، فإنه لا يكون مسلمًا كإبليس وأمثاله.
– السابع القبول لما دلت عليه: ومعناه أن يقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه وأن يلتزم بذلك ويرضى به.
– الثامن الكفر بما يعبد من دون الله: ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله ويعتقد أنها باطلة، كما قال الله سبحانه وتعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]، وصح عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله». [أخرجه مسلم في صحيحه]
الفرق بين الأعمال التي تنافي كلمة لا إله إلا الله، والتي تنافي كمالها الواجب:
ويضيف الشيخ أن الفرق بين الأعمال التي تنافي كلمة لا إله إلا الله، والتي تنافي كمالها الواجب هو: أن كل عمل أو قول أو اعتقاد يوقع صاحبه في الشرك الأكبر فهو ينافيها بالكلية ويضادها كدعاء الأموات، والملائكة، والأصنام، والأشجار، والأحجار، والنجوم، ونحو ذلك والذبح لهم، والنذر والسجود لهم وغير ذلك.