النار هي العذاب المقيم ، الذي أعده رب العالمين ، لعقاب أعداء الدين و الكافرين ، و قد تم وصف هذا العذاب و طريقته ، في القرآن الكريم ، فضلا عن أن القرآن قد قدم وصفا لأصحاب النار ، و أبوابها ، و قد كان ذلك لهدف شرح الثواب و العقاب للمؤمنين بالله و المطيعين لأوامره ، و للكافرين و الذين يعصون أوامر الله .

النار عقاب الكافرين 
– اتفاقا مع أيات القرآن الكريم ، فإن النار قد تم إعدادها فعليا ، و ذلك اتباعا لقوله جل و على ، وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {آل عمران:131}.
– هذا إلى جانب أن النار هي دار المكوث و الخلود الأبدي ، للكافرين و أعداء الدين ، و أن المؤمنين بالله ، لن يخدوا فيها ، و إنما ربما يتلقون العذاب عن أفعال قاموا بها ثم يخرجون .

– أما عن مكان الجنة ، فلا يوجد نص واضح عن هذا الأمر ، إنما هناك اجتهادات توضح أن مكان النار هو أسفل الأراضين السبع ، أي في باطن الأرض ، و ذلك استنادا لبعض ما ورد في القرآن و السنة مثل ، كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ {المطففين:7} و الحديث الشريف في صحيح البخاري وغيره مرفوعا: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم .

وصف النار حسب ما ذكر في القرآن و السنة
– ذكر عن لون النار ، أنها سوداء كالليل المظلم ، و ذلك استنادا لحديث شريف عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم “أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة أخرى حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كالليل المظلم”.

– و قد ذكر عن طرق التعذيب في النار ، أنها بها حيات ، و هذه الحيات حين تلسع من هم معذبون بالنار ، يظلوا يعانون من الحمى التي تسببت فيها اللسعة ، لمدة أربعين خريفا .

أسماء أبواب جهنم 

عرفت اسماء جهنم من عدد من الآيات في القرآن الكريم ، و هذه الأبواب تعبر عن شدة النار بداخلها ، و قوة العذاب الذي ينتظر من يدخلها ، و عددها سبع أبواب ، أما عن تقسيم هذه الأبواب و من يدخلها ، فهو أمر بيد الله وحده ، هو وحده من يدركه و يعنيه.

باب جهنم

: و ذلك استنادا لقوله تعالى “وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ” سورة الحجرآية 43-44.

باب الحطمة

: و هذا الباب من تحدث عنه سبحانه و تعالى في بعض الأيات ، من سورة الهمزة .

باب سقر

: و هذا الباب قد تم ذكره و ذكر العذاب الذي يحمله ، في أيات من سورة المدثر .

باب الجحيم

: و قد ذكر الحديث عن هذا الباب ، لمن هم آثروا الحياة الدنيا عن الأخرة ، و قد كان ذلك في سورة الأعراف .

باب لظى

: و قد ذكر هذا الباب في سورة المعراج حيث قال تعالى “كَلَّا إِنَّهَا لَظَى* نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى” .

باب سعير

: و قد ذكر هذا الباب في سورة الشورى .

باب الهاوية

: و هذا الباب قد تحدث الله عنه و عن وصف ناره في سورة القارعة .

طعام أهل النار

– ذكر القرآن الكريم عن المقيمين في النار ، أن طعامهم من شجرة الزقوم ، و هي شجرة تنبت ثمار كرؤوس الشياطين ، و هذا إلى جانب الرائحة الكريهة التي تميزها ، و طعمها السئ و حرارتها الشديدة ، كما أن شراب أهل النار ، ذكر أنه من حميم ، حرارته بالغة الارتفاع ، يحرق الوجه و يمزق الأمعاء .

لباس اهل النار

– أما عن اللباس فهو من حديد و قطران .