بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلَ الله عليه وسلم ، هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي نتخذها كمرجع لنا في كل الأمور الدنيوية ، وذلك بالطبع بعد الرجوع لآيات الله سبحانه وتعالى . ولكن ليس كل ما يُنسب إلى رسولنا الكريم من قول أو فعل أو صفة أو تقرير هو حقيقي ، لذا عليك أن تتبين ما هو صحيح وما هو زائف وفقاً الاستناد إلى أقوال العلماء التي توضح ما إذا كان هذا الحديث صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً .
التأكد من صحة الأحاديث النبوية
اعتنى علماء المسلمين على مدار مراحل التاريخ المختلفة بجمع الأحاديث النبوية الشريفة وتصنيفها وفقاً لعدة معايير ، وذلك من أجل إخراج كتباً موثوقة ومعتمدة تعد مرجعاً للمسلمين في كل زمان ومكان . وعلى كل مسلم أن يدرك مدى أهمية التأكد من صدق الأحاديث الشريفة باعتبارها مصدر تشريع من بعد القرآن و أركان الإسلام الخمس التي جاءت في أحد الأحاديث النبوية الصحيحة :
فمن حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال ” سمعت رسول الله يقول : بُني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج، وصوم رمضان ” أخرجه الإمام البخاري . وبشكل عام يمكنك التأكد من صحة الأحاديث وفقاً لما لتصنيف العلماء على النحو التالي :
الحديث القدسي
هو ما نقله الرسول صلَ الله عليه وسلم على لسان الله سبحانه وتعالى ، أي أن معناه منسوب إلى الله ، ولكنه مع ذلك لا يعد جزاءً من القرآن مثل اية الكرسي على سبيل المثال أو غير ذلك من الآيات المحفوظة ، لأنه لم يأتي بإعجازٍ كإعجاز القرآن الكريم ، كما إنه لا ينقل بالتواتر كالقرآن لذا فإنه قابل للتحريف . ويرجح العلماء هذا الحديث لأنه الأقرب للصواب بما أن لفظه جاء من نبينا الكريم صلّ الله عليه وسلم .
الحديث الصحيح
إن الحديث الصحيح هو الحديث الذي نقل عن الرسول صلَ الله عليه وسلم وفقاً لسند صحيح لا يشيبه خطأً أو شذوذ ، أي إنه نقل عن أصحاب النبي عبر أهل التقوى والصلاح ، إلى جانب أنه لا يخالف ما جاء في القرآن الكريم . ويعد كل من صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح الموطأ من أهم الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث ، لذا يجب قراءتهم بعناية والالتزام بما جاء فيهم من تشريع .
الحديث الحسن
وهو ما ورد أيضاً عن النبي صلّ الله عليه وسلم وفق سند صحيح ، ولكن بضبط يعد أقلاً من ضبط الحديث الصحيح ، ولعل أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث هي أحاديث الجامع والمسند والسنن ، وهذه الأحاديث لا تقل بالطبع عن الأحاديث الصحيحة من حيث التشريع لأنها تحمل المعنى نفسه .
الحديث الحسن لغيره
وهو حديث جاء من راوي لا يمكن وصفه بالكاذب ، فقد يكون راويه غير معروف من الأساس ، أو يكون الحديث نفسه قد جاء بعدة روايات مختلفة وسند غير كامل .
الحديث الضعيف
هو حديث لا يشمل أي شرط من شروط الحديث الصحيح ، أي أنه مقطوع السند ، وغير مضبوط بشكل سليم ، كما أنه منافي لكل من الحديث الصحيح والحديث الحسن . وبذلك فلا يمكنك الأخذ به أو اعتباره كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي ، خاصة وأن ناقله غالباً ما يكون مجهول الهوية .
الحديث الموضوع
هو حديث كاذب تماماً وليس له أي أساس من الصحة ، كما أنه يخالف سيرة النبي وما جاء في القرآن الكريم ، لذا يجب عدم الأخذ به أو تصديقه .
للتأكد من صحة الأحاديث النبوية، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- معرفة صحة سند الحديث:
السند هو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم إلى من رواه لنا.
وللتأكد من صحة سند الحديث، يجب التأكد من أن الرواة جميعًا ثقات، وأنهم لم يخالفوا بعضهم بعضًا في الرواية.
- معرفة متن الحديث:
المتن هو نص الحديث نفسه.
وللتأكد من صحة متن الحديث، يجب التأكد من أنه لا يخالف القرآن الكريم، ولا يخالف السنة النبوية الصحيحة، ولا يخالف العقل.
- دراسة الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع:
إذا وجدنا حديثًا نبويًا يتحدث عن موضوع معين، فيجب علينا دراسة الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع، وذلك للتأكد من صحة الحديث.
وإذا وجدنا أن الأحاديث الأخرى تتفق مع الحديث الأول، فهذا دليل على صحة الحديث.
- الرجوع إلى كتب علم الحديث:
هناك العديد من كتب علم الحديث التي تتناول موضوع صحة الأحاديث النبوية.
وإذا وجدنا أن الحديث مذكور في أحد هذه الكتب، فهذا دليل على أن الحديث قد تم فحصه من قبل علماء الحديث، وثبتت صحته.
وفيما يلي بعض من أشهر كتب علم الحديث:
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- سنن أبي داود
- سنن الترمذي
- سنن النسائي
- سنن ابن ماجه
وهذه الكتب هي من أهم مصادر الحديث النبوي، وقد تم فحصها من قبل علماء الحديث، وثبتت صحتها.
وأخيرًا، يجب أن نتذكر أن صحة الحديث النبوي هي أمر مهم، ويجب أن نحرص على التأكد من صحة الأحاديث التي ننقلها أو نتبعها.