عباد الرحمن

، هم عباد يخلصون العبودية لله، اقترن اسمهم باسم من أسماء الله الحسنى فأصبحوا عباداً ربانيين أي مقربين من خالقهم عز وجل، وما أجمل أن يكون العبودية لله فهي تزيد الإنسان عزاً ورفعة وعلواً، وهناك من يكون عبداً للشيطان ولشهواته هنا يعيش ذليلاً ، لأنه شتان بين الإثنين ونحن لو دققنا النظر بين صفات عباد الرحمن الذين لا يعبدون سوى الله وبين من يسيره هواه ويجري وراء غرائزه، ويطيع شيطانه سنجد اختلاف كبير وواضح بين صفاتهم، حيث أن عباد الرحمن يتصفون  بالاستقامة وبطهارة القلب واللسان، ورقة القلب واللين كما يتصف عباد الرحمن بالصدق في الحديث لا يتكلمون زوراً من الكلام، ودائما هم سباقين لفعل الخيرات و يؤثرون الناس على أنفسهم كما أنهم يترفعون عن الأمور التافهة والتي يكون فيها لغو ونميمة، بينما نجد عباد الشهوات والشيطان يتصفون بالكذب و الأنانية و الغلظة في القلب والتكبر كما أنهم يتصفون بالأنانية، وجرأة اللسان وعدم الحياء، فهم على عكس عباد الرحمن الذين يتصفون بالمحبة بينهم ولين الجانب والرجوع للحق دون مكابرة.

صفات عباد الرحمن

قال الله تعالى: “وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً… وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً”. سورة الفرقان

التواضع
إن التواضع هي من أهم الصفات التي يتصف بها عباد الرحمن، وهي تعني أن النفس تكون خاضعة لبارئها، ودائما يكون هناك رحمه يتصف بها ويكون لين الجانب لا يكون قاسي القلب، كما أن عباد الرحمن يكونون محبوبون بين العباد من خلال هذا التواضع وعدم التكبر على أحد أو التعالي بما وهبه الله سواء كان مالا أو علماً أو أي نعمه يجب عدم التفاخر بها لأنه لم يحصل عليها بمهارته ولكنها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

الالتزام بالعبادات والطاعات
يتصف عباد الرحمن أنهم يحبون التقرب إلى الله في كل وقت لذلك هم يحافظون على طاعة الله والعبادات، كما أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر وجميع الغيبيات التي ذكرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمشون في الأرض دون تكبر أو تعالي ، ويتعاملون فيما بينهم بأخلاق الإسلام فنجدهم يعفون عن المسيء، ومسامحة الأحرين ويعاملون الناس بالإحسان وبأخلاق الإسلام.

البعد عن مخالطة الجاهلين والسفهاء
مما لا شك ففيه أن الصديق عنوان صديقه، و من صادق بائع المسك يظل رائحة المسك فيه أما من صادق نافخ الكير فينكوى بناره، معنى هذا الكلام أن الصديق يترك أثر في صديقه لذلك يجب اختيار الأصدقاء و الصحبة الصالحة التي تدلك دائماً على فعل الخير، دائما يذكرك بتقوى الله، و إذا غاب عنك الصواب يوماً يقومك ويرشدك للطريق السليم و يأخذ بيدك ويكون عوناً لك،  هذا هو الصديق الذي يعين على طاعة الله، وكما يقولون الصاحب ساحب و لذلك فاختار صديقك بعناية ليكون ساحب للجنه ورضا الله، والبعد عن الحمقى والسفهاء الذي يضرك و لا ينفعك، و حتى إذا خاطبهم الجاهلون لا يردون بالإساءة ولكن الرد بأخلاق الإسلام السلام .

الخوف من عذاب الله
عباد الرحمن هم دائماً في خوف من يوم تتقلب فيه الأبصار، ويخشون من العذاب لذلك يكونوا دائمين الدعوة والتضرع لله أن يصرف عنهم عذاب جهنم و يبعدهم عنه ويوفقهم دائماً للطاعة ورضوان الله.

تقوى الله
من صفات عباد الرحمن أيضاً كما ذكرها الله عز وجل أنهم يحبون دائماً التقرب لله، من خلال الطاعات وفعل الخير والتقرب إلى الله بالنوافل والصلاة و القيام وقراءة القرآن، و دائما يفضلون الخلوة مع الله في وقت السحر وقيام الليل والسعي وراء أي فعل يرضي الله ورسوله.

إقرار الوحدانية لله سبحانه وتعالى
من الصفات الجلية لعباد الرحمن أنهم يوحدون الله ولا يشركون به شيئا، أي لا يجعلون في قلوبهم أي هوى يغنيهم عن عبادة الله الواحد، ويحققون الإقرار بالوحدانية في السر والعلن دون رياء الناس، و لكن الإخلاص في كل وقت لله في السر والعلن.

الاعتدال في الإنفاق
كذلك يتصف عباد الرحمن بالاعتدال في الإنفاق، لا إفراط ولا تفريط، والبعد عن الإسراف الذي يزيد عن الحد ويضر النفس والمال، و هم لا يبخلون على أنفسهم بل يكون الإنفاق باعتدال دون حرمان على أنفسهم و أولادهم ،ودون إسراف لا داعي له.

حب القرآن والسعي للعمل به
عباد الرحمن دائما يحافظون على ذكر الله وقراءة القرآن والتعلم منه قولا وعملاً، فلا يقرأون القرآن دون فهم بل يطبقون ما قرأوه و ينفذوه بحيث يهتدون بنور القرآن في حياتهم و ينفذون أوامر الله عز وجل، كما أن أهم صفاتهم إتباع الحق دون مكابرة أو مجادلة.

البعد عن كبائر الذنوب
عباد الرحمن دائما يجتنبون الكبائر التي تؤدي لعذاب الله في الأخرة ويبتعدون عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا يشهدون الزور ودائما لا يقولون غير الصدق من الكلام.

إدراك حرمة النفس
عباد الرحمن هم على علم أن حرمة النفس كبيرة لذلك لا يستحلون دماً، فقد حرم الله سفك الدم سواء كان الشخص مسلماً أو معاهد أو ذمي، لا يكون دم الإنسان مباح مهما كانت عقيدته أو ديانته.