الجنة، هي الجائزة الكبري التي يتمناها كل منا، ويعطيها الله لمن يرضي عنهم، ولأنها جائزة من الله يعطيها لمن يحبه ويرضى عنه من عباده فستكون فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، أصحاب الجنة قاوموا الدنيا والشهوات وابتغوا رضوان وفضل الله، الجنة هي فضل الله للمتقين، والله سبحانه وتعالى خلقنا وخلق الدنيا وخلق الجنة وهو يعلم ما يحبه الإنسان، لذلك أعد الجنة وجعل فيها كل ما يشتهي الإنسان، ومهما يتخيل الإنسان نعيم الجنة فلن يصل لحقيقتها، ولكن الله عز وجل وضح النعيم الموجود في الجنة لمعرفة جمالها والسعي للحصول عليها.
طعام اهل الجنة
توجد في الجنه كل النعم فتوجد اللحوم من لحوم الطير ومما يحب ويشتهي الإنسان، فالإنسان في الجنة لا يتعب للحصول على الطعام ولكن بمجرد أن تشتهي نفسك اللحم تجده أمامك، وتوجد في الجنة الفاكهة وهي أجمل وألذ بآلاف المرات عن فاكهة الدنيا، وعندما تشتهي نفسك نوعاً ما من الفاكهة تجده في متناول يدك دون عناء زراعتها او قطفها أو شرائها لا يوجد أي تعب منك كل ما تفعله فقط هو أن تشتهي الشيء تجده أمامك.
شراب أهل الجنة
إن شراب أهل الجنة من أصفى الشراب حيث المياه النقية العذبة ويوجد اللبن الصافي كما يوجد العسل وهو مصفى ويوجد الخمر ألذيذ الذي لا يسكر، ونعيم الجنة لا يعد ولا يحصى وكل ما يخطر في بال أي شخص من أكل أو شرب أو أي شئ تجده مهيأ لك في أحسن وأجمل صورة.
وقد ميز الله تعالى الطعام في الجنة أنه طهور وخالي من البول والغائط، فهو طعام وشراب طاهر لا يوجد سوى في الجنة ، كما أن أهل الجنة لا يقومون بإخراج الفضلات كما في الدنيا ولكن سيخرج على هيئة عرق برائحة المسك فأهل الجنة لا يخرج منهم سوى رائحة المسك، حيث أن طعام أهل الجنة يختلف عن الطعام الموجود في الدنيا.
و نعيمُ الجنة لا يخطر على بال بشر ، حيث توجد قصورٍ و مساكن من الذهبٍ ، كما يوجد أشجار و ثمار مختلفة الشكل والطعم ، قال تعالى : ﴿وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾.
كما يلبس أهل الجنة الحرير و حليهم يكون من الذهب ، وهم متكئين أي جالسين على صفة التربيع ، ويجلسون على فرش بطائنها من إستبرق ( الذهب ) .
لقد أنعم الله على عباده المؤمنين بالجنة فإذا اشتهى المؤمن شيئاً من الجنة ، وبمجرد التفكير وأنه اشتهى نوعاً معيناً ، سوف تأتي هذه الثمار له و هو جالس مكانه ، فهو لا يسعى إليها وتأتي له دون تعب، عكس الدُنيا حيث لابد من العمل والمال لشراء ما تحتاج إليه ، لكن الجنة راحه دون عناء ، يقول الله تعالى : ﴿ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴾ .
و الطعام الرئيسي لأهل الجنة هو الفاكهة والثمار و اللحوم ، لأن الإنسان في الدنيا أكثر ما يسعى له من الطعام هو الثمار والفاكهة واللحوم ، فيقول الله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ ، و ( وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ . ومن ميزات هذه الثمار في الجنة أن لكل ثمرة وفاكهة منها نوعين اثنين ، ( فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ﴾ .
يوجد في الجنة جميع أنواع المأكولات ويوجد جميع أنواع المشروبات وسوف تكون هذه المأكولات والمشروبات تحت طلب المؤمن في الجنة، واليكم شراب أهل الجنة.
شراب السلسبيل
: هو ماء سهل الشرب والمرور من الفم إلى الحلق إلى البطن لأنه ماء عذب من نبع في الجنة اسمها سلسبيل حيث تنبع من جنة عدن وقد سميت سلسبيل لأنّها تكون متوفره لأهل الجنة أينما وجدوا وقال الله تعالى ({ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا ، عيناً فيها تسمى سلسبيلا).
الكافور
وهو شراب للأبرار في الجنة قال الله عز وجل (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)ويقال آنها عين ماء في الجنة اسمها كافورا وان لها رائحتها الجميلةٌ جداً جمالها فوق الوصف وهي عين مخصصه للعباد الأبرار من عباد الله عز وجل وكافور الموجود في الدنيا له فوائد كثيرةٌ جدا، ولكن الكافور في الجنة أفضل بكثير ويختلف عن الكافور الموجود في الدنيا.
3- أمّا عين تسنيم فهي عبارة عن عين من الماء وتجري تحت العرش لقوله عز وجل (ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون ) إذاً فهذه عيناً توجد في الجنة وهي للمقربون لله سبحانه وتعالى، وتدل كلمة التسنيم على العلي في الأعلى .
4- شراب الخمر الموجود في الجنة هو يختلف عن الخمر الموجود في الدنيا فهو منزوع عنه إذهاب العقل الموجود في خمر الدنيا وقد أعده الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين فيوجد أنهار من الخمر في الجنة حيث قال الله تعالى ( وأنهار من خمر لذة للشاربين) الخمر الموجود في الجنة لا يذهب العقل ويكون طعمه لذيذ وفيه لذة للروح .
5- شراب الزنجبيل: وهو شراب أهل الجنة لقوله تعالى ( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا) و جعل الله الزنجبيل من النعم التي يتنعم بها أهل الجنة ومعروف الزنجبيل من فوائد عظيمةً في الدنيا ويقوم بدور كبير في التعافي والعلاج وأطلق قديماً عليه بالدواء العظيم، هذا لزنجبيل الموجود في الدنيا فكيف سيكون فائدة الزنجبيل الذي أعده الله لأهل الجنة واعده الله للمتقين .
6- شراب اللبن: هو شراب أهل الجنة لا يتغير طعمه وهو شديد البياض ويوجد نهر من اللبن لا ينتهي أبداً حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (“إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد).
7- شراب العسل : هو شراب حلو المذاق ويوجد نهر من أنهار الجنة من العسل المصفى لا يوجد به شمع حيث قال الله تعالى (فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ).
الحمد لله الذي أكرمنا بوجود الجنة حيث نعيم الجنة لا يُعد و لا يُحصَى ، و قد كرمُ الله عباده المؤمنين وأعد لهم من النعيم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، لذلك يجب على كل مؤمن أن يسعى في الدنيا حتى يفوز بالجنة ويجاهد نفسه في البعد عن المعاصي حتى يستريح في الجنة حيث توجد الراحة دون تعب حيث تعتبر جائزة من الله لعباده لذلك الجنة غالية ونعيمها دائم ومستمر ورضا الله فيها هو الغاية والفوز بها هو الأمل رزقنا الله وإياكم الفردوس الأعلى.