ضرب الله بقصة أهل الكهف مثلاً واقعياً على قدرته في بعث الأرواح في الجسد حتى بعد موته بألف السنين فالله قادر على كل شيء ، وقد وردت قصة أهل الكهف في القران الكريم حيث أن أحبار اليهود أرادوا أن يشككوا في نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فقاموا بتحريض مشركي مكة لكي يسألوا الرسول الكريم عن ثلاثة أمور وهي قصة أهل الكهف ، وقصة ذو القرنين ، وحقيقة الروح ، وقد أرادوا بهذه الأسئلة تعجيز الرسول صلى الله عليه وسلم فعندما يفشل في الأجابه عنها يشككوا في نبوته ، وقد أنتظر الرسول صلي الله عليه وسلم 15 عشر يوما حتى نزل الوحي وفيه أجابه عن هذه الأمور ، ومن هنا نزلت قصه أهل الكهف في القرآن الكريم .
قصة أهل الكهف
: في فترة الحكم الروماني تولى الحكم عدد من الحكام المستبدين وقد فرضوا على من يدينون بالمسيحية أن يتركوا الديانة المسيحية ويعودوا لعبادة الأوثان والشرك بالله ،’ ومن هولاء الحكام الحاكم الظالم ديقيانوس ، والذي كان يحارب الدين المسيحي بشدة وكان ينزل آلآذي والعذاب بكل من يدين بهذا الدين ، ومن شده ايذاء هذا الحاكم قرر كل من ثبت على الدين المسيحي أن يهاجر الى مكان أخر لكي ينجوا من عذاب هذا الحاكم ، وكان من بين هولاء الناس عدد من الغلمان كانوا من أكثر الناس أيماناً بعبادة الله وقرر هولاء الغلمان الهرب من بطش الملك الروماني ، وفي أثناء هجرتهم وصلوا الى كهف في الجبل فدخلوا ليناموا ويحتموا في هذا الكهف ، فناموا فيه وكان معهم كلبهم فتركوه خارج الكهف ، وبأمر من الله ظل هولاء الفتية نائمين داخل الكهف لمدة ثلاثمائة سنه وتسع أيام ، وفي كل هذه الفترة لم يستطيع احد الاقتراب من هذا الكهف فكان كل من يقترب منه يقذف الله الرعب في قلبه فلا يستطيع أن يدخل الكهف أو حتى يقترب منه ، وبعد كل هذه المدة أستيقظ الفتيان وعندما أستيقظوا كانوا يشعرون بأنهم ناموا يوم واحد أو يومين فقط ولم يكن لديهم علم بأن الله سبحانه قد أنامهم ثلاثمائة عام ، وشعروا بالجوع الشديد فأرسلوا احدهم إلى المدينة لكي يجلب لهم الطعام وطلبوا منه أن يتوخى الحذر لكي يتجنب أذي المشركين ، وعندما نزل هذا الفتى الى المدينة وجد أن الأمور كلها قد تغيرت ، وان الناس كلهم قد أصبحوا يدينوا بالديانة المسيحية وأصبحوا يتمتعون بحرية في العقيدة ، فعاد الى الكهف واخبر أصحابة ففرحوا فرحاً شديدا ونزلوا الى المدينة وعرف الناس قصتهم وبعد أن عرف الجميع قصتهم لم يطل بقائهم وتوفهم الله ، وبعد أن ماتوا اختلف الناس ماذا يصنعون لهم فقاموا ببناء مسجد فوق قبرهم .
عدد أصحاب الكهف
: لم يذكر في القرآن عدد أصحاب الكهف ولكن ذكر في القرآن في سورة الكهف أقوال الناس فقد راى بعض الناس بأنهم ثلاثة وكلبهم رابعهم ، والبعض يرى أنهم أربعة وكلبهم خامسهم ، والبعض يرى انهم خمس وكلبهم سادسهم ، والبعض يرى انهم سته وكلبهم سبعهم ، والبعض يرى بأنهم سبع وكلبهم ثامنهم قال سبحانه وتعالى “سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا “اية 22 من سورة الكهف ” ، وقد ذكرت المصادر القديمة عن أهل الكتاب انهم سبعة وعرفوا في المسيحية باسم السبعة النائمين ، ولكن كل هذه القصص مجرد تخميين وعدد هولاء الفتيان لا يعلمه الا الله .