للدعاء مكانة عظيمة عند الله تعالى، على المسلم أن يسعى دائماً بالمداومة عليه، ومن الأدعية الرائعة التي يُمكن التوجه بها إلى الله تعالى. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ”.
ادعية المضطر
دعاء المضطر هو الدعاء الذي يُقال في وقت الشدائد والمحن، وهو من أرجى الأدعية عند الله تعالى. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي يُقال في وقت الشدائد، ومن أشهرها:
- "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم".
- "اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي".
- "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال".
- "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك".
- "اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعلني من عبادك الصالحين".
فضل دعاء المضطر
ورد في فضل دعاء المضطر العديد من الأحاديث النبوية، ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال العبد بخير ما دام يدعو ربه، ولا يدعو بقطيعة رحم".
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليفرح بتوبة عبده كما يفرح أحدكم إذا وجد ضالته".
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
كيفية الدعاء
عند الدعاء يجب على المسلم أن يكون موقنًا بالإجابة، وأن يلح في الدعاء، وأن يحرص على الدعاء بقلب خاشع، ولسان ذليل، وأن يدعو بما يرضي الله تعالى، وأن يدعو بما يحتاجه من الله تعالى.
دعاء المضطر لسداد الدين
حينما تثقل الديون كاهل الإنسان وهو لا حول له ولا قوة ؛ فإنه يلجأ إلى الله تعالى كي يعينه على سداد ديونه ، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : بأن أبيها سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه قال لها : ألا أعلمك دعاء علمّنيه رسول الله صلّ الله عليه وسلّم ولو كان عليك مثل جبل أُحد دين لقضاه الله عنك ، فقالت الدعاء وهو: “اللهم فارج الهّم وكاشف الغمّ مجيب دعوة المضطرين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك”.
وقد ورد أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال لأبي أمامة “أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله عنك همّك وقضى دينك ، قل إذا أصبحت وأمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” ، قال أبو أمامة : “فقلت ذلك فأذهب الله همّي وقضى ديني”.
دعاء المضطر لتفريج الهم
قد يشعر الإنسان بالضيق أو الحزن أو الهم الذي يؤلمه كثيرًا ؛ فيتضرع إلى الله تعالى بالدعاء ليفرج همه ويزيل كربه ، وقد ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أنه ذكر دعاء لتفريج الهم في قوله ” اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، ابْنُ عَبْدِكَ ، ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجَلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي” ، كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : علّمني رسول الله عليه الصلاة والسلام : أنه إذا نزل بي كرب أن أقول “لا إله إلاّ الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين”.
دعاء المضطر للشفاء من الأمراض
يلجأ الإنسان دائمًا إلى الله تعالى ، وحينما يصيبه المرض والضعف فإنه يكون في أمس الحاجة إلى رحمة الله ، ومما ورد في أدعية الشفاء أن يضع الإنسان يده اليمنى على موضع الألم ثم يدعو قائلًا “بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أذهب البأس ربَّ الناس ، واشفّ فأنت الشّافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا”.
دعاء المضطر لقضاء الحاجة
يحتاج الإنسان دائمًا وأبدًا إلى الله تعالى في كافة أمور حياته ، وقد يحتاج أن يدعو دعاء لقضاء حاجته ، وقد ورد أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال لرجل أعمى كان يشكو له فقدان بصره “اذهب فتوضأ وصلّ ركعتين ثم قلّ : اللّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني استشفع بك ربي في بصري”، وقد ذكر عثمان بن حنيف الذي يروي الحديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام “فما لبث الرجل أن رجع كأن لم يكن به ضرٌ أبدًا”، ثم قال الرسول صلّ الله عليه وسلم “إن كان لك حاجة فافعل مثل ذلك”.