سورة يس هي إحدى السور التي نزلت على النبي محمد صلّ الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وسُميت سورة يس بـ ” قلب القرآن الكريم “، وذلك استنادًا إلى قول الرسول صلِّ الله عليه وسلم ” إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا وقلب القرآن يس”، سُميت سورة يس بهذا الاسم بسبب افتتاح السورة بهذا اللفظ، ويبلغ عدد آيات السورة ثلاث وثمانين آية، وهي السورة رقم ست وثلاثين في القرآن الكريم، كما أنها تقع في الجزء الثالث والعشرين.

سبب تسمية يس بهذا الاسم

أوضح بعض العلماء إلى أن السبب وراء تسمية سورة يس بهذا الاسم أن المقصود بـ ” يس ” سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث قالوا أن يس أي يا رجل أو يا إنسان، والمعنى الذي جاء بهذا النداء أي محمد صلّ الله عليه وسلم، وقال أبو بكر الوراق أن معنى كلمة ” يس ” أي يا سيد البشر، وقال كعب، أن يس هو قسم أقسم الله به.

فوائد سورة يس

سورة يس هي سورة مكيّة نزلت قبل الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، تسبقها في المصحف الشريف سورة فاطر، وتليها سورة الصافات، ورد عن رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: (قلبُ القرآنِ يس لا يقرؤُها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له اقرؤُوها على موتاكم)، ويوصي الرسول صلّ الله عليه وسلم كافة المسلمين بقراءتها على موتاهم، ليخفف الله عنهم ويغفر لهم.

لسورة يس العديد من الفوائد والتي من أهمها :

ـ الشعور بالراحة النفسية الكبيرة للفرد عند تلاوتها، وذلك عندما تكون التلاوة بنية صافية ومخلصة لله سبحانه وتعالى، بنية قضاء الحاجة، عن أبي هريرة قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: “من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة”.

ـ قراءة سورة يس سببًا في نيّل المغفرة، فمن قرأ سورة يس عندما يصبح ويمسى غفر الله تعالى له ما تقدم وما تأخر من ذنبه.

ـ تساعد سورة يس على التخفيف من سكرات الموت، فيروي أبو الدّرداء عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: “ما من ميّت يموت فيقرأ عنده (يس) إلّا هوّن الله عليه”.

ـ لسورة يس دور كبير في التخلص من السحر وشره، وتساعد أيضًا في علاج القرين وطرد الشياطين من البيت، لأن الجن يفر عندما تتلو سورة يس في البيت، ويختنق عند سماعها.

سبب نزول سورة يس

جاء في سبب نزول سورة يس عن أبي مالك أن أبي بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله بعظم حائل ففته بين يديه وقال: يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرم؟ فقال: “نعم، يبعث الله هذا ويميتك ثمّ يحييك ثم يدخلك نار جهنم”، ولذلك نزلت سورة تتحدث عن الأحوال يوم القيامة والبعث والنشور.

كما قال أبو سعيد الخدري: كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية “إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم” فقال له النبي :”إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون”.

الدروس المستفادة لسورة يس

حملت سورة يس العديد من الدروس المستفادة لأنها تحدثت عن الكثير من الأشياء، والتي من بينها :

ـ التحدث عن نزول القرآن الكريم، وبعثة سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم لعامة الناس.

ـ شملت التحدث عن قصة أصحاب القرية.

ـ تحديث السورة الكريمة عن كيفية ترسيخ قواعد الإيمان بالخالق، وأوضحت أن من يملك الضر والنفع هو الله سبحانه وتعالى فقط وليس أحدًا معه.

ـ تحدثت السورة عن إحياء الأموات والبعث والنشور، وجاء في بعض آياتها توضيح عقوبة الكذابين في الدنيا والآخرة.

ـ تحدثت السورة عن نعم الله سبحانه وتعالى التي لا تُعد ولا تحصى، بالإضافة إلى عظيم قدرته وخلقه.

ـ أوضحت السورة أهمية النفقة وضرورة الابتعاد عن البخل.