سورة الكهف هى من السور المكية التى نزلت على نبي الله فى مكة المكرمة قبل الهجرة، و قد سميت سورة الكهف بهذا الاسم نسبة إلى اصحاب الكهف، و الذين وردت قصتهم بالسورة، و قد وردت عدة قصص أخري بسورة الكهف، مثل قصة صاحب الجنتين، و قصة نبي الله موسي عليه السلام مع العبد الصالح، و قصة ذي القرنين مع يأجوج و مأجوج.
قصة أصحاب الكهف و سبب نزول سورة الكهف
نزلت سورة الكهف على رسول الله نصرا له من الله، فقد تحداه أهل قريش بنصيحة من يهود المدينة المنورة أنه إن كان نبي الله حقا، و يهبط عليه الوحي من السماء، فإنه عليه ان يجيبهم عن أسئلة ثلاثة، السؤال الأول عن فتية مؤمنين كانوا في الزمان الغابر، والسؤال الثاني عن ملك صالح بلغ مشارق الأرض ومغاربها، والسؤال الثالث عن الروح.
و عندما سأل أهل قريش النبي عن هذه الأمور الثلاثة، هبط عليه الوحي من الله عز وجل يفسرها للنبي و لهم، و كان أول هذه الأمور هو قصة الفتية المؤمنين الذين هم أصحاب الكهف، و قصتهم أنهم كانوا يؤمنون بالله فى مدينة وثنية، و هربا من الاضطهارد تركوا المدينة و معهم كلبهم و لجأوا إلى الكهف، و قد لبثوا فى كهفهم هذا 309 سنة حتى بعث الله ارواحهم من جديد، فخرجوا من كهفهم و علم القوم بامرهم، فصاروا آية فى الناس.
قصة صاحب الجنتين
و تحكي هذه القصة أن رجلا كان يملك جنتين واسعتين بهما النخل و العنب و الزرع، و كان الرجل فخورا بنفسه مغترا بها، و ظن أنه بماله و أولاده هو خير من جاره الذي لم يكن لديه مثل ما يملك صاحب الجنتين، فذهب الله بما رزقه غياه، و صار الرجل يتحسر و يتندم على كفره بنعم الله عليه، و عدم الشكر عليها.
قصة موسي و العبد الصالح
كان موسي عليه السلام يحدث قومه، فساله احدهم من أعلم الأرض؟ فأجابه نبي الله موسى قائلا: أنا، و عاتبه الله و أمره أن يذهب إلى العبد الصالح الذى هو أعلم منه، فخرج موسي بحثا عنه حتى وجده، و طلب منه أن يصحبه معه، فوافق العبد الصالح، و قد مر كليهما بمواقف مختلفة أثبت فيها العبد الصالح لموسي أنه لا يعلم الكثير من الأمور.
قصة ذي القرنين مع يأجوج و مأجوج
هذه القصة هى آخر القصص التى وردت فى سورة الكهف، و تحكي عن ذي القرنين الذي وصل إلى قوم طلبوا منه أن يبني لهم سدا، و السبب فى ذلك أن قوم يأجوج و مأجوج كانوا يؤذونهم، فبني لهم ذو القرنين سدا يعجز يأجوج و مأجوج عن هدمه، و من علامات الساعة أن ينجح هؤلاء القوم فى هدم هذا السد.
الدروس المستفادة من القصص الواردة بسورة الكهف
سورة الكهف بها الكثير من الحكم التى يجب أن ندقق فيها، و نتعلم منها، من هذه الدروس مثلا:
1.تقديم المشيئة قبل كل شيء، فعندما سأل أهل قريش النبي عن الأمور الثلاثة، طلب منهم النبي ان يعودوا فى اليوم التالي حتى يكون الوحي قد نزل عليه، و لم يقل إن شاء الله، فتأخر الوحي فى النزول على نبي الله، و فى هذا يقول الله تعالي: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)
2.شكر الله على نعمه، و يجب أن نأخذ من قصة صاحب الجنتين عبرة لنا.
3.الإيمان بالله، و أن الله ينصر المؤمنين كما حدث مع أصحاب الكهف.
4.التواضع و عدم الغرور بالنفس، فدائما فوق كل ذي علم عليم، و لا يعلم كل شيء إلا الله.
5.حسن استعمال السلطة، كما فعل ذو القرنين، فهو لم يستغل سلطته و ما آتاه الله لكي يعيث فى الأرض فسادا، بل كان يسعي لنشر الخير و الحق بين الناس.