تعدُّ سورةُ التكوير من السور المكية، حيثُ نزلت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسعِ والخمسينَ، رقمُها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 81، عددُ آياتِها 29 آية، سُمِّيَت بسورة التكوير بسبب وصفِ الشمس أنَّها كوِّرَت: "أي أظلَمَت" في بداية السورة، قال تعالى: "إذا الشمسُ كوِّرَت"، وسنبيِّنُ في هذا المقال فضل سورة التكوير وبعضَ ما تضمَّنَته من عِبر وأحكَام.

معلومات عن سورة التكوير

تعد سورة التكوير من السور المكية أي التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وعدد آياتها هي 29 أيه فقط، وترتيبها بين السور في الكتاب الحكيم هو 81 وقد بدأ الله عز وجل تلك السورة باسلوب شرط وقد تضمنت تلك السورة العديد من المحاور الهامة وهي على النحو التالي.

1- أن المحور الأساسي الذي تدور حوله تلك السورة هي الحقائق التي توجد في حياة الإنسان وهو حقيقة يوم القيامة والحقيقة الثانية هي حقيقة الوحي والرسالة التي أنزلها الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

2- وقد وصف الله عز وجل من خلال آيات السورة يوم القيامة وما يمر بالإنسان من أهوال عديدة وأيضا الحوادث الكونية وتعرض السماء والأرض إلى عدة أشياء أيضا خلال تلك الفترة.

3- كما تطرق الله عز وجل من خلال السورة إلى الأهوال التي تحدث يوم القيامة بالإضافة إلى الحديث عن الوحي إلى رسول الله.

4- كما صور الله عز وجل يوم القيامة أنه بمثابة انفراط الكون بعد أن كان محكما وهو الشيء الذي يهز قلب الإنسان ويظهر صدق القرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل على سيدنا محمد قبل مئات السنين.

5- كما أن الإنسان عليه أن يدرك أن طريق الله عز وجل هو الطريق الوحيد الأمن للخروج من تلك الأهوال وتجنبها.

سبب نزول سورة التكوير

لكل سورة من سور القرآن الكريم سبب في نزولها وقد أنزل الله عز وجل من خلال الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة التكوير خاصة الجزء الأخير منها وهو بسم الله الرحمن الرحيم وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ صدق الله العظيم ردا على أبي جهل عندما قال أن شئنا أستقمنا وإن لم نشأ لم نستقيم ليؤكد له الله عز وجل أن المشيئة التي يتحدث هو عنها لن تكون إلا بعد مشيئة الله عز وجل.

وعن مضمون سورة التكوير فهو على النحو التالي.

1- بدأ الله عز وجل سورة التكوير بالإنقلاب الكوني الذي سيحدث خلال يوم القيامة فسوف يحدث تغيير لكل شيء في الكون من الشمس والسماء والأرض والنجوم التي توجد بعيد.

2- كما تناولت السورة حقيقة نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

3- وقد ختم الله عز وجل تلك السورة القرآنية بطلان المزاعم الخاصة بالمشركين بالله عز وجل حول القرآن الكريم.

4- وأخيرا أكد الله أن القرآن الكريم ما هو إلا ذكر للعالمين وعلى المرء أن يتعظ من السور القرآنية التي تخص السابقين وأن يحضر نفسه يوم القيامة وأهوال يوم القيامة التي لا يفر منها المرء إلا بالقرب من الله عز وجل.

فضل سورة التكوير

ورد في فضل قراءة سورة التكوير العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:

  • عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {إذا الشمس كورت}، أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته". (رواه الترمذي).
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ {إذا الشمس كورت}، تناثرت ذنوبه كما يتناثر وردتي الشجر يوم القيامة". (رواه ابن ماجه).

وهذه الأحاديث تدل على أن قراءة سورة التكوير لها فضل كبير، فهي تُنجي المسلم من الفضيحة يوم القيامة، وتُغفر ذنوبه.

ومن فضل قراءة سورة التكوير أيضًا:

  • أنها تُذكر المسلم بيوم القيامة، وتُخوفه منه.
  • أنها تُزيد في الإيمان بالله تعالى.
  • أنها تُعطي المسلم قوة وثباتًا في مواجهة الشدائد.

ولذلك، يستحب للمسلم أن يكثر من قراءة سورة التكوير، وخاصة في الأوقات المباركة، مثل العشر من ذي الحجة، وليلة القدر.

فوائد قراءة سورة التكوير

إضافة إلى الفضل الكبير لقراءة سورة التكوير، فإن لها العديد من الفوائد الأخرى، ومنها:

  • تُساعد على فهم أهوال يوم القيامة.
  • تُعين المسلم على التوبة والإنابة إلى الله تعالى.
  • تُعزز الإيمان بالله تعالى، واليوم الآخر.
  • تُعطي المسلم قوة وثباتًا في مواجهة الشدائد.

ولذلك، فإن قراءة سورة التكوير من الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم، لما لها من فضل كبير وفوائد عديدة.