سورة الأنعام من سور القرآن الكريم المكيّة، والتي نزلت على الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة النبويّة، وتُعدّ هذه سورة من السور الطويلة التي يدورُ محورها الرئيس حول أصول الدين والعقيدة الإسلامية، وعدد آيات سورة الأنعام مئة وخمسٌ وستّون آية، وترتيبها السورة السادسة في المصحف الشريف، وقد نزلت سورة الأنعام بعد سورة المائدة وقبل سورة الأعراف، وفي هذا المقال سيتم ذكر مضامين سورة الأنعام الأساسيّة، بالإضافة إلى فضل سورة الأنعام.

سورة الأنعام

من الجدير ذكره أن سورة الأنعام يوجد بها مجموعة كبيرة من المضامين الهامة والتي تدور في الأساس على مجموعة كبيرة من القضايا الأساسية والرئيسية بالدين الإسلامي ومن أهم هذه القضايا هى قضية البعث وكذلك قضية الألوهية والتوحيد وقضية الجزاء، كما تتضمن أيضًا الرسالة والوحي، ومن أهم مضامين سورة الأنعام مايلي:

1- تشمل سورة الأنعام على مجموعة كبيرة من الدلائل والبراهين المختلفة التي تؤكد على أن الله واحد لاشريك له، بالإضافة لأنها شملت أيضًا على استهزاء من جميع الأمم السابقة بالرسل، وشملت على تحذير واضح للكفار والمستهزئين برسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

2- تتضمن ذكر بشهادة وإعتراف الله سبحانه وتعالى بصحة نبوة سيدنا محمد عليه السلام، كما تضمنت أيضًا على موقف المكذبين والكفار بالوحي والقرأن الكريم، بالإضافة لدعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام على ضرورة الصبر على الأذى من جميع تصرفات المشركين، وأكدوا على أن الهداية تأتي من الله عز وجل، والذي يقوم بجمع جميع البشر يوم القيامة ويحاسبهم على جميع أفعالهم وأعمالهم التي قاموا بها في الدنيا.

3- شملت الأدلة الكثيرة على صفات الله سبحانه وتعالى وأنه يعتبر هو الوحيد الذي يقدر على أن ينتقم من جميع المخلوقات، فهو بيده حسابهم جميعًا.

4- إحتوت سورة الأنعام على ذكر قصة نبي الله سيدنا إبراهيم عليه السلام، بالإضافة لأنها شملت أيضًا على أدلة كثيرة على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وتضمنت عظمته وعلمه الكثير والواسع، واحتوت سورة الأنعام على الوصايا العشر التي تؤدي لسعادة البشرية جميعها، وهى تعتبر الوصايا التي تم الإتفاق عليها من جميع الشرائع السماوية المختلفة.

فوائد من سورة الانعام

من الجدير ذكره أن لجميع سور القرأن الكريم فضائل كثيرة وعامة، وأما فيما يتعلق بأهم الفوائد من سورة الأنعام، فنلاحظ أن لها فضائل كثيرة كغيرها من سور القرآن الكريم الأخرى، ولكن من الواضح أنه لم يرد حتى الأن حديث واضح يوضح فضل سورة الأنعام بشكل محدد.

ومعظم ما تم تداوله عن فضلها أن قراءة سورة الأنعام تساعد على قضاء الحاجات الكثيرة، وتعم على تسهيل الولادة والزواج، وأما عن فضل سورة الأنعام من أجل تحقيق الدعاء فليس صحيح، ولعل السبب وراء ذلك أن المسلم يدعو الله بجميع آيات القرأن الكريم وليس بأية معينة، وفي نطاق ذلك لقد أكد العلماء على أنه من يقوم بتخصيص بعض الأيات المعينة أو السور من القرأن الكريم كسورة الأنعام وغيرها من السور الأخرى من أجل قضاء حاجة ما بدون وجود دليل واضح فهذا يعني أنه أحدث في الدين بدعة كبيرة سوف يعاقب عليها.

السبب وراء نزول آية ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا “

مما لاشك فيه أن كل أية من القرأن الكريم جاءت مناسبة وسبب وراء نزولها، وأما عن السبب والمناسبة وراء نزول آية إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وهى أن هذه الأية من سورة الأنعام نزلت لمن فارقوا دين الله الإسلام، وساروا وراء المشركين والإدعاءات الكاذبة التي دعوا لها.

وبالتالي أصبحوا أحزابًا وشيعًا وفرقًا، وبالتالي فهم لا يتبعوا لدين الله الإسلام ولسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة لأنهم ليس منهم ولا هم منه، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى بعث سيدنا محمد بالدين الإسلامي وهو دين نبي الله إبراهيم عليه السلام، وبالتالي فمن لن يتبع هذا الدين فهو مشرك أو نصراني أو يهودي أو وثنيًا، ويعتبر بريء من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن النبي محمد بريء منه أيضًا ويتضمن هذا الأشخاص الذي وصفهم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا