كل أجزاء وسور القران الكريم تضم عدد كبير من الدروس المستفادة والإعجاز العلمي المذهل الذي قد يعجز العقل البشري في الكثير من الأحيان عن اكتشافه بمفرده ، ونحن نشهد اليوم تفسير العديد من الظواهر الكونية التي قد فسرها القران الكريم مُسبقًا منذ أكثر من 14 قرن ، ويضم القران الكريم العديد من الفضائل والخيرات والمعاني والمفردات التي جعلت منه أعظم كتاب على وجه الأرض فضلًا عن أنه منهج ودستور المسلمين الذي يُساعد في التعرف على صحيح العقيدة الإسلامية الحقّة ، وتضم سورة الصافات عدد كبير من المعاني والمبادئ الإسلامية والقيم الإيمانية الهامة .

سورة الصافات

تُعتبر سورة الصافات من السور المكية لأنها نزلت على رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – وهو لا زال في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة ، ويبلغ عدد اياتها 182 ايه وهي رقم 37 من بين ترتيب سور القران الكريم البالغ عددهم 114 سورة في المصحف الشريف .

وقد بدأت سورة الصافات بالقسَم بجمع الملائكة وهي كلمة الصافات ، وهي مثل باقي السور المكية التي نزلت قبل الهجرة النبوية الشريفة من أجل تعليم المسلمين أصول وتعاليم العقيدة الإسلامية ومن أجل تثبيت دعائم الدين وترسيخ قيم الإيمان في نفوس المسلمين .

الدروس المستفادة من سورة الصافات

هناك عدد كبير من الدروس والقيم الهامة المستفادة من سورة الصافات ، مثل :

-في بداية سورة الصافات يقول الله تبارك وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { والصافات صفا } وهو قسم بالملائكة الذين هم خلق الله عز وجل بأنه الواحد الأحد الذي لا شريك له .

-الجن والشياطين هم أعداء الله وحرام على المؤمنين طاعتهم ، كما أنهم لا يعلمون الغيب ، ولا يملكون النفع أو الضرر .

-الخالق عز وجل الذي قد أبدع في خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان ؛ لا يعجزه بعث الإنسان مرة أخرى وإحيائه بعد موته لحسابه .

-صور لنا الله تعالى جانب مما سوف يحدث يوم الحساب وكيف سوف يكون المؤمنين منعمين في الجنان ، وكيف سيتعرض الكفار والمشركين والعاصين إلى أشد العذاب ؛ حتى يفيق كل شخص من غفلته ويحرص على التقرب من الله والالتزام بطاعته .

-ومن أبرز قيم سورة الصافات أيضًا أنها ترشد الإنسان إلى حسن اختيار رفقائه وتجنب رفقاء السوء ؛ بل يجب التقرب من أصحاب الاعتقاد السليم والخُلُق القويم .

-على كل مسلم أن يكون حكيمًا وعاقلًا ورزينًا وأن لا نُساق وراء الاخرين ولا يُقلدهم في كل شيء ، بل عليه أن يُفكر ويتدبر أولًا في كل عمل جيدًا وبدقة قبل أن يشرع في القيام به ، وأن يحرص على أن يكون أي عمل يقوم به أيضًا لا يوجد به معصية لله ولرسوله .

-لقد ورد في القران الكريم العديد من قصص ومواقف الرسل والأنبياء – عليهم جميعًا السلام ـ وقصص الصالحين والسابقين أيضًا وكل هذه القصص والمواقف تحمل عدد كبير من العبر والعظات التي يجب أن نأخذها في حياتنا بعين الاعتبار ، كما أنها تضم مواساة وتسلية لسيدنا محمد ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ نظرًا لما كان يجده من إيذاء وتعذيب وتنكيل به وبالمسلمين قبل الهجرة ، وهي أيضًا أحد مظاهر الإعجاز بالقران الكريم الذي قد ساقه الله تعالى إلينا على لسان نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم ما الذي قد حدث في العصور الماضية .

-قراءة سورة الصافات تُساعد على التخلص من الهم والضيق وتجعل المؤمن في معية ربه وهي في ذلك مثلها مثل باقي سور وأجزاء القران الكريم .