التكبير هو لفظ من ألفاظ الذكر الذي يُستحبُّ للمسلم النطق بها، والتكبير هو أن يقول المسلم: "الله أكبر" ويعني تعظيم الله -سبحانه وتعالى- وإجلاله، ومعناه أنَّ الله -جلَّ وعلا- أكبر من كلِّ شيء وأعظم وأعز وأجلُّ من كلِّ ما يخطر على عقل وما يتخيله خيال، فكلمة أكبر اسم تفضيل وتعني أعظم، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "سبحانَ ذي الجبروتِ والملَكوتِ والْكبرياءِ والعظمةِ.."، فالكبرياء والعظمة صفات من صفات الله العظيم، لذلك حقّ على المسلم أن يحمد الله ويكبره ويجلَّه ويعبده حقَّ العبادة، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على فضل التكبير في عشر ذي الحجة في الإسلام.
فضل عشر ذي الحجة
تأتي بعض الأيام المباركة لتكون مثل تذكير لنا من حين إلى أخر، وقد جعل الله الأجور في هذه الأيام مضاعفة عن باقي أيام السنة، ومن هذه الأيام: أيام شهر رمضان ويوم الجمعة وليلة القدر والعشرة الأولى من شهر ذي الحجة.
فضل العشر من ذي الحجة كبير، تعد هذه الأيام من أحب الأيام وأقربها إلي الله، فهي أيام مباركة، ولهذا فإن العمل فيها له أجر عظيم، ولهذا يجب على العبد أن يستثمر هذه الأيام ويستغلها، فهي لها فضائل وبركات كثيرة على العباد، منها:
-قد أقسم الله تعالى في قرانه الكريم بهذه الأيام العشرة في سورة الفجر في الآية الثانية، قال تعالى:(وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والله سبحانه وتعالى لا يقسم بشيء عادي، فإن كان هناك شيء قد أقسم الله به فهذا يدل على عظمة هذا الشيء عند الله سبحانه وتعالى.
-اتجاه جمهور العلماء إلى أن هذه الأيام المعلومة التي أقسم الله بها في القرآن الكريم هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة، من هؤلاء العلماء: ابن عمر وابن العباس.
-إن هذه الأيام تحتوي على يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهذا اليوم فيه الكثير من الفضائل حيث تغفر فيه الذنوب ويعتق الله فيه الرقاب من النيران، فلا بد أن تكون ممن ينالهم هذا الثواب العظيم.
-شهد رسول الله صل الله عليه وسلم بأن هذه الأيام هي من أفضل أيام الدنيا.
-يتواجد فيها أعظم وأفضل أيام العام وهو يوم النحر الذي أفتدي الله فيه سيدنا إسماعيل بعد أن امتثل لأوامر الله هو وأبوه سيدنا ابراهيم.
-هذه الأيام من ذي الحجة يقوم العبد فيها بالأعمال الصالحة من زكاة وصيام وصلاة وحج لمن كان له المقدرة، وهذا يدل على عظمة هذه الأيام التي تجمع بين أمهات العبادات.
-العمل الصالح في هذه الأيام هو أحب إلي الله من العمل الصالح في أي يوم من باقي أيام السنة ويجازي الله فيها أضعاف ما يجازي في غيرها من الأيام، كما أن الصيام في هذه الأيام أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله إلا شخص قد ذهب بنفسه إلى الجهاد ودفع ماله في الجهاد ولم يرجع ولا بماله ولا بنفسه.
-تحتوي هذه الأيام على أحد الأركان الخمسة للإسلام وهو الركن الخامس حج البيت للذين يستطيعون أن يؤدوا هذه الفريضة من القادرين سواء مادياً أو بدنياً.
صيغة التكبير في عشر ذي الحجة
صيغة التكبير في عشر ذي الحجة لها أكثر شكل نذكر منها:
-الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
-أو يثلث: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
-ومثله: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
فضل يوم عرفة
فضل يوم عرفة كبير على المسلمين، هذا اليوم الذي أتكمل فيه الدين حيث قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة آية 3، نزلت هذه الآية على النبي (صل الله عليه وسلم) وهو في يوم عرفة.
-هو اليوم التاسع من ذي الحجة ، يقف الحجاج فيه على جبل عرفات فيما يسمى بوقفة عرفات التي تعد أهم جزء من مناسك الحج.
– الصيام فيه يكفر سنتين سنة قبله وسنة بعده.
-هو يوم الرحمة والعتق من النار، قال رسول الله (ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وأنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم)
-يوم يتباهى فيه الله بأهل عرفة بين أهل السماء.