إن الرؤى والأحلام عالم شاسع به العديد من التفسيرات الدلالية تبعًا لحالة الرائي ، ومما لا شك فيه أن رؤى القرآن الكريم هي إشارة بالخير الكثير لصاحب الرؤيا ، ومخاصةً من رأى أنه يقرأ سورة البقرة أو يقرأ بعض آياتها في المنام ؛ حيث أنها تدل على حصول الرائي على الكثير من الخير في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى ، وتشتمل هذه السورة المباركة على أعظم آيات القرآن وهي اية الكرسي التي يقول فيها الله تعالى “اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.
تفسير ابن سيرين لرؤية خواتيم سورة البقرة
قدم العالم ابن سيرين العديد من الدلالات التفسيرية لرؤى خواتيم سورة البقرة أو آخر آياتها المباركة ، ومن أبرزها :
من رأى في منامه أنه يقرأ الآيات الأخيرة من سورة البقرة ؛ فإن ذلك يدل على أن الله تعالى يحفظ الرائي من كل سوء ، كما أنها تُعتبر إشارة من المولى عزّ وجل على منحه التوفيق والأمن والخير الكثير في حياته
تدل هذه الرؤية أيضًا على حفظ الله تعالى لصاحب الرؤيا من شرور الإنس والجن ، وهي دلالة كذلك على انتصار الرائي وخروجه من بعض الصعاب والمشكلات ونجاته من كل شر بإذن الله تعالى.
تفسيرات العلماء لرؤية قراءة سورة البقرة
يقول بعض العلماء أن من رأى أنه يقرأ سورة البقرة في المنام ؛ فإنها دلالة على أنه جامعًا للدين ويسارع إلى كل ثواب ، كما أنها تدل على طول العمر ، وقراءة سورة البقرة بوجه عام للمتزوجة تدل على تيسير أمورها مع زوجها وإزالة همها ومنحها الرزق الكثير
إذا رأت الفتاة غير المتزوجة أنها تقرأ من آيات سورة البقرة ؛ فإن ذلك يدل على أن الله سيرزقها الزوج الصالح في القريب العاجل ، كما أنها تدل على صلاح أحوالها في الدنيا والآخرة
ومن رأى أنه يقرأ من آيات سورة البقرة على جن أو شيطان ؛ فهذا يدل على أن الله سيحفظ الرائي وينصره ويبعد عنه شياطين الجن والإنس ، أو ربما تكون دلالة لتخلصه من عدو له وتحصينه من العين والسحر ، وقراءة آية الكرسي تدل كذلك على الخير الكثير وتجاوز المحن.
فضل خواتيم سورة البقرة
خواتيم سورة البقرة هي آخر آيتين في السورة ، ويقول الله تعالى فيهما “آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”
ومما ورد في فضل هاتين الآيتين عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال أنّ ملكاً جاء النبيّ فسلّم عليه ، ثمّ قال: “أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك ، فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ ، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلّا أُعطيتَه” ، وقد قال الرسول صلّ الله عليه وسلم في فضلهما “الآيتانِ مِن آخرِ سورةِ البقرةِ ، مَن قرَأ بهِما مِن ليلةٍ كفَتاه” ، وقال أيضًا عليه أفضل الصلاة والسلام “أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي“.