وردت الكثير من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي قد أقتدي بها الصحابة حتى أصبحت اليوم من العادات الخاصة بجميع المسلمين، والسنة النوبية هي تلك الأشياء والأفعال التي كان يقدم عليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال، ومن بين أهم الأفعال التي تخص الإنسان عند الولادة هو الأذان في أذن المولود والإقامة أيضا، وهي من السنن الفعلية الواجبة على من يرزقه الله عز وجل بمولود جديد سواء ذكر أم أنثى.
الحكمة من الأذان في أذن المولود الجديد
يعد الأذان والإقامة في أذن المولود الجديد من السنن الفعلية ولابد من القيام بها في المولود الجديد وبعد أن يخرج من رحم الأم، ويقوم الشخص بالأذان في الأذن اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، وقد وردت عدة أحاديث ضعيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الشأن، إلا أن أبى رافع قد رأي رسول الله صل الله عليه وسلم يقوم بذلك الأمر في أذن الحسن عندما رزقت به فاطمة الزهراء.
وتجدر الإشارة أن تلك السنة من السنن التي من شأنها تدعيم الفطرة عند الأطفال الصغار، على أن يتم بث شعار الدين الإسلامي في نفس المولود حيث يولد جميع الأطفال على الفطرة وهي الدين الإسلامي، وهنا يقوم الشخص بإعلاء الإسلام في قلب الإنسان قبل أن يتحكم به وفي أهوائه الشيطان، وذلك النداء يتضمن معاني الدين الإسلامي وكافة شعائره والتي من بينها التكبير والتهليل نداء لإقامة الصلاة وبها إثبات رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد تلك السنوات أكد العلم الحديث أن أجهزة السمع تعمل قبل الولادة عند الإنسان وهنا نتأكد من أن الأجنة يدركون جميع الأصوات التي تمر عليهم وعندما يقوم الشخص بالأذان والإقامة يصبح الطفل مدركا لتلك الأصوات وتلك النداءات وعندما يتقدم في العمر تترسخ تلك المفاهيم عند الطفل بما يتناسب مع الفطرة، وقد أجرت الدراسات الحديثة على الأطفال والتي أكدت أن الأطفال يقدمون على الرضاعة بعد سماع أصوات محببة لهم في رحم الأم.
وفي نفس السياق يأتي ما قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ترسيخ صوت الأذان والإقامة عند الطفل منذ الولادة، وهو بمثابة نوع من الحصانة القلبية عند الأطفال الصغار من وساوس الشياطين، وعندما يولد الطفل لا تكون لديه أي معلومات تذكر وهناك تكون وسائل الإدراك الثلاثة على أعلى مستوى من البصر والفؤاد والحس ولعل أقواهم هو الجهاز السمعي لذا كان من الأفضل أن يكون أول ما يسمع المولود في الدنيا هو الأذان والإقامة.
الحكم في الأذان والإقامة في أذن المولود
تعد تلك الطريقة من الطرق المشروعة عند العلماء والفقهاء وقد وردت عنها بعض الأحاديث منها ما هو ضعيف، ومنها فإن فعل الشخص المؤمن ذلك الأمر فهو حسنا له ولكن كان من المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يحنك الأطفال ويسميهم خاصة أولاد الأنصار في ذلك الوقت ولم يشهد أحد على أنه أذن في أذنهم أو أقام الصلاة ولكن من فعل ذلك فهو خير له وللمولود.
رأي العلماء في الأذان وإقامة للمولود
أكد الإمام ابن القيم على أن السر في التأذين هو أن يكون أول ما يسمعه الإنسان عند النزول إلى الدنيا والشهادة التي يقولها المرء المسلم، وأن تكون دعوته إلى الله عز وجل فقط.
بينما أكد الدهلوي على أن الأذان من شعائر الدين الإسلامي ولابد من أن يتم تخصيص المولود بذلك الآذان كما أنه يجعل الشيطان يفر من المولود والذي يحاول أن يؤذيه في أول نشأته.
وقد أكد الشيخ محمد قطب أنه من حكمة الأذان للمولود أن الرأس هي مستودع كافة الحواس والتي تتحكم في كيان الجميع وخاصة المولود وفي حالة أن كان الأذان هو أول ما يطرق سمع الإنسان وهم لا يدركون شيئا في ذلك الوقت ولكن واعية الإنسان تحتفظ بتلك الكلمات والنبرات ووجودها في كيان الإنسان يتناسب مع الفترة.
خطوات الأذان والإقامة للمولود
على الأب أو الأم أو من يحضر الولادة أن يقوم بأداء الأذان والإقامة للمولود بحيث يقوم بالأذان في الأذن اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، ولكن من الأفضل أن يكون الصوت معتدل بحيث يتمكن المولود من الاستماع إليه وفي الوقت ذاته لا يؤذيه، كما يوجد الكثير من السنن الأخرى خلال تلك الفترة مثل حلق رأس المولود وغيرها من الأمور الواجبة.