إن ذكر الله هو حياة للقلوب وسكينة للبدن والروح ؛ وقد أمر الله عزّ وجل عباده بالذكر في مواضع عديدة بالقران الكريم ، ومنها ما قوله سبحانه وتعالى ” وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ، كما أن الأذكار هي سُنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن أهم أنواع الأذكار هي اذكار الصباح الصحيحة مكتوبة من مصادر موثوق بها ، وكذلك اذكار المساء ، ومن الأذكار المستحبة أيضًا ما يقال بعد كل صلاة.
أذكار بعد الصلاة
لقد وردت بعض الأذكار في السنة النبوية الشريفة تقال عقب كل صلاة ، وهي من الأمور المستحبة ولها عظيم الأجر والثواب عند الله تعالى ، ومن الأذكار الواردة هي آية الكرسي والتسبيح ؛ وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت” ، وكذلك أوصى النبي الكريم بالتسبيح والتحميد والتكبير في قوله صلى الله عليه وسلم “مُعقِّبَاتٌ لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَو فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ مكتُوبةٍ: ثَلاثٌ وثَلاثونَ تَسْبِيحَةً ، وثَلاثٌ وثَلاثونَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعٌ وثَلاثونَ تَكبِيرةً”.
وورد أيضًا عن ثوبان رضي الله عنه “أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول إِذا انْصرفَ مِنْ صلاتِهِ ، استَغْفَر اللَّه ثَلاثًا وقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، ومِنْكَ السَّلامُ ، تَباركْتَ يا ذَا الجلالِ والإِكْرامِ” ، وهناك العديد من الأذكار الأخرى التي يحرص المسلم على قراءتها عقب كل صلاة.
ثواب الذكر بعد الصلاة
لذكر الله العديد من الفضائل والمميزات ، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” ، وفيما يلي بعض فضائل الذكر بعد الصلاة :
الذكر هو عبادة تحمل الكثير من الخير ؛ حيث يمنح الله الذاكر المزيد من الحسنات والدرجات
يعمل الذكر على الحفاظ على العلاقة بين العبد وربه في الشدة والرخاء
تمنح الأذكار قوة للبدن ونور للوجه وسكينة للقلب ؛ كما أنها تساعد في جلب الرزق
تحمل العبد إلى مرحلة الارتقاء إلى الإحسان ؛ حيث يقوم العبد بعبادة ربه وكأنه يراه
ذكر الله تعالى يطرد الشيطان ؛ حيث أنه لا يقترب من الذاكرين لله
تحفظ الأذكار من الشرور التي قد تصيب الإنسان في حياته بإذن الله تعالى
تساعد الأذكار في إزالة الهم والكرب الذي قد يصيب الإنسان نتيجة لمشاكل الدنيا
ومما ورد في فضل الذكر في السُنة الشريفة أنه يغفر الذنوب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “مَنْ سَبَّحَ اللَّه في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثينَ ، وَحمِدَ اللَّه ثَلاثًا وثَلاثين ، وكَبَّرَ اللَّه ثَلاثًا وَثَلاثينَ ، وقال تَمامَ المِائَةِ: لا إلهَ إلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريك لهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحمْد ، وهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، غُفِرتْ خطَاياهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبدِ الْبَحْرَ”
يأخذ الذاكر أجر المتصدق ، وذلك استنادًا لما ورد في السُنة الشريفة حينما أتى فقراء المهاجرين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فقالوا : “ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا ، وَيَعْتَمِرُونَ ، وَيُجَاهِدُونَ ، وَيَتَصَدَّقُونَ ، قَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بأمر إِنْ أَخَذْتُمْ به أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ”.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا “أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ الله ، والحمدُ لله ، ولا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبر”.