يتساءل كثيرٌ من المسلمين عن الفرق بين حمد الله وشكره، وهل هُما لفظتان لكلمة ذات معنىً واحد، أم أنَّ لكل لفظةٍ منهما معنىً خاصاً بها، ويُعزى ذلك التساؤل إلى ورود عدد من النصوص في القرآن الكريم تذكر حمد الله والثناء عليه، كما قد وردت نصوص ذكرت شُكر الله على نِعمه وفضائله التي أنعم بها على العباد، فما الفرق بين الحمد والشُّكر؟ وما هو معنى كل لفظةٍ منهما ومدولها الشرعي؟ ومتى يجب حمد الله؟ ومتى يجب شُكره؟ سيكون ذلك محور حديث هذه المقالة.

الفرق بين الحمد ،و الشكر

اختلف الكثير من العلماء حول مسألة وجود فرق بين الحمد ،و الشكر حيث أن فئة من العلماء وجدت أن هناك ترادف بين الحمد و الشكر ،و من أمثال هؤلاء العلماء ابن جرير الطبري ،و لكن هناك فئة أخرى من العلماء وجدت أن هناك اختلاف بين الحمد ،و الشكر فنجد أن ابن كثير قد أوضح أن الشكر أعم من الحمد في حين أن ابن القيم قد وجد أن كل منهما أعم من جهة ،و أخص من جهة أخرى فقد أوضح بأن الحمد أعم من جهة ما يتعلق به،و أخص من جهة الأسباب ،و لكن الشكر أعم من جهة أسبابه ،و أخص من جهة ما يتعلق به .

ماذا يعني كل من الحمد والشكر؟

الشكر

الشكر يعني الثناء على المحسن ،و العرفان باحسانه إليك ،و المقصود بالمحسن آي الشخص الذي قدم إليك معروفا أو أمر حسن ،والجدير بالذكر أن الشكر قد يكون بين العبد ،و ربه ،و بين شخص ،و آخر ،و علينا أن نعرف أن للشكر مكانة عظيمة في الإسلام فهو من أحب الأعمال التي يسلكها المسلم لينال رضا الله عزوجل ،و تتأكد لنا منزلة الشكر من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فعن أنس-رضي الله عنه- قال قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم -: ” يا أنس, الإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .،و قد أوضح لنا ابن القيم من خلال حديثه عن الشكر أنه يملك منزلة رائعة فهو نصف الإيمان .

الحمد

يقصد بالحمد الإخبار بالمحاسن التي يحظى بها المحمود ،و الحمد المطلق لا يكون إلا لله عز وجل ،و عم مسألة الحمد بين الناس فهو أمر نسبي مثلا أنك تحمد شخص ما على كرمه أو على شجاعته .

ما الفرق بين الحمد و الشكر ؟

الحمد أعم بصفة مطلقة لأن الحمد يعم النعمة ،و غيرها سواء النقمة أو المصيبة ،و لكن الشكر لا يكون إلى على الإحسان أو على النعمة ،و من هنا يتضح لنا أن الحمد أعم من ناحية الأمور التي يحمد عليها ،و لكن الشكر أخص من الحمد في أمور آخرى أما من ناحية الأسلوب نجد أن الشكر أعم من الحمد حيث أن الشكر يكون بالقلب ،و بسائر الجوارح ،و المقصود بالجوارح هنا كافة أعضاء جسم الإنسان ،و ذلك لأنه ناتج عن اعتراف الشخص بالفضل ،و الإحسان في حين أن الحمد حين يقع فيكون بالقلب و اللسان .

هل يلتقي الحمد مع الشكر ؟

نجد أن لفظي الحمد ،و الشكر يلتقيان حيث أن الحمد ،و الشكر لله سبحانه ،و تعالى في السراء ،و الضراء ،و الجدير بالذكر أن الحمد ،و الشكر من أهم الصفات التي يتصف بها المؤمن ،و يتأكد لنا ذلك من خلال قول الله سبحانه ،و تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ” وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ ” صدق الله العظيم ،و في آية آخرى يقول سبحانه ،و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ ” صدق الله العظيم . لذلك علينا جميعا أن نحمد الله عزوجل ،و نشكره في السراء ،و الضراء .