فرض الله تعالى على المسلمين الصلوات الخمسة وهي ثاني ركن من أركان الإسلام، لكن هناك بعض الحالات التي يود فيها المسلم أن يتقرب من الله ويدعوه ويناجيه فيكون ذلك من خلال بعض الصلوات الأخرى مثل صلاة الاستسقاء التي يطلب فيها المسلم من الله تعالى نزول المطر فيها، لهذا سوف نوضح لكم صفة صلاة الاستسقاء.
صفة صلاة الاستسقاء
– الاستسقاء هي تعني وقت نزول المطر، والصلاة في هذه الأوقات من السنن المؤكدة التي يستحب أن يؤديها المسلم لو كانت الأرض قحطاء وجافة ويطلب فيها من الله تعالى نزول المطر.
– يقوم المسلم في هذه الصلاة بالتوبة والاستغفار لله تعالى ورد المظالم، هذه الصلاة من الصلوات التي تفضل أن تصلى ثلاثة أيام متتالية، في اليوم الرابع يتم الصيام والدعاء لله تعالى أن الله يقبل الدعاء من الصائمين بشكل خاص.
– يتم الصلاة بالمسلمين ركعتين مثل صلاة العيد بحيث يتم التكبير في الركعة الأولى سبعة مرات وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات ويكمل الصلاة.
– تختم هذه الصلاة بالتشهد والتسليم مثل باقي الصلوات الأخرى.
– يخطب الإمام في المسلمين بعد الانتهاء من الصلاة مثل صلاة العيد، ويبدأ بعدها المسلم في الاستغفار في الخطبة الأولى تسع مرات وفي الخطبة الثانية يقول: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه) ثم يبدأ في وعظ الناس.
– الأفضل للإمام أن يقرأ في هذه الصلاة سورة ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو سورة الشمس وهذا الأمر هام جدًا وإلا فسدت صلاة الاستسقاء.
الآراء المختلفة حول صلاة الاستسقاء
لقد تضاربت الآراء المختلفة حول صلاة الاستسقاء إلى رأين هما:
الرأي الأول
– في هذا الرأي يقال أن هذه الصلاة تؤدى مثل صلاة العيد في الركعة الأولى سبعة تكبيرات وفي الثانية خمسة تكبيرات، هذا الرأي هو رأي جمهور الشافعية والحنابلة وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز.
– هذا الرأي استدلوا على كيفية الصلاة بهذه الطريقة لحديث عبد الله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين روى عنه ((خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ).
الرأي الثاني
– الرأي الثاني يقول أن هذه الصلاة تصلى ركعتين مثل أي صلاة أخرى، وهذا القول هو رأي المالكية والأوزاعي وأبو ثور وإسحاق.
– هذا الرأي استدل على قوله لما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ).
في النهاية استقرت جميع الآراء أن هذه الصلاة تؤدى بشكل جهري مثل باقي الصلوات التي يكون فيها خطبة، لأن الناس تجتمع في مثل هذه الصلوات للاستماع إلى القرآن الذي يقال في الصلاة وإلى الخطبة.
وقت صلاة الاستسقاء
ليس هناك وقت ثابت يجب أن تؤدى فيه هذه الصلاة فيستطيع المسلم أن يؤديها في أيام المطر في أي وقت من اليوم ماعدا الأوقات الغير مستحب الصلاة فيها وهي:
– بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
– بعد وقت العصر إلى وقت الغروب.
– عن توسط الشمس في السماء وبداية نشر أشعتها.
خطبة صلاة الاستسقاء
– اختلف الخطباء في شأن صلاة الاستسقاء فالبعض قال أن الخطبة تؤدى قبل إتمام هذه الصلاة، والبعض قال أن الخطبة تقال بعد أن تؤدى هذه الصلاة.
– كذلك اختلف العلماء فيما إذا كانت الخطبة التي تقال في هذه الصلاة خطبة واحدة فقط أم خطبتين، لكن في النهاية استقر رأي الإمام ابن عثيمين أن هذه الصلاة تقال بخطبة واحدة فقط.
شروط صلاة الاستسقاء
هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر حتى يؤدي المسلم هذه الصلاة ومنها:
– حدوث السبب الذي يؤدي إلى هذه الصلاة والسبب يكون هو نزول المطر.
– يجب قبل أن يصلي المسلم هذه الصلاة أن يكون طاهرًا.
– يبدأ وقت هذه الصلاة منذ وقت طلوع الشمس إلى وقت الغروب.
– يفضل أن يتم تأدية هذه الصلاة في مكان مفتوح وواسع مثل صلاة العيد.
– هذه الصلاة لا يوجد لها آذان أو إقامة، ويبدأ فيها الإمام بقراءة سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى التي تشتمل على سبعة تكبيرات، وسورة الغاشية بعد سورة الفاتحة في الركعة الثانية التي تشتمل على خمس تكبيرات.
– يمكن أن تصلى هذه الصلاة بشكل جماعي أو فردي ولكن المستحب أن تؤدى في جماعة.
– عند السير إلى مكان هذا الصلاة يجب أن يكون التوجه بخشوع وإذلال لله تعالى وذلك لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ((خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم للاستسقاء متذللاً متواضعاً متخشعاً متضرعاً)).
– استقبال القبلة في وقت تأدية هذه الصلاة.
– يستحب تكرار هذه الصلاة أكثر من مرة إلى أن ينزل المطر.