يحتفل المسلمون بعيدين شرعهما الله في كل عام وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، حيثُ إن عيد الفطر والذي يسمى في بعض البلدان العيد الصغير هو العيد الأول للمسلمين ويوافق أول أيّام شهر شوال، حيثُ يكون بعد صيام شهر رمضان المبارك، وهو اليوم الأول الذي يفطر به الناس بعد صيام ثلاثين يوماً ولهذا سميَ بعيد الفطر. ومدة عيد الفطر يوم واحد فقط، يبدأ بعد غروب شمس آخر يوم من أيّام رمضان المبارك وينتهي بعدَ غروب شمس أول يوم من شهر شوال.

أعياد المسلمين

لقد شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين الاحتفال بعيدين هما عيد الأضحى وعيد الفطر ، أما عيد الفطر (العيد الصغير) فهو الذي يلي شهر رمضان مباشرة ويوافق الأول من شهر شوال وقد تم إطلاق عيد الفطر عليه لأن يوافق أول يوم إفطار للمسلمين بعد صيام ثلاثين يوم متواصلة في رمضان .

أما عيد الأضحى (العيد الكبير) فهو يوافق يوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد انقضاء يوم وقفة عرفات وهو العيد المرتبط بموسم حج بيت الله الحرام ، وترجع قصة عيد الأضحى وحرص المسلمين القادرين على تقديم الأضحيات بذبح الماشية والأنعام إلى قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام حينما أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم أن يقوم بذبح ولده ثم فداه بذبح عظيم .

صلاة العيد

تعتبر صلاة العيد من الطقوس المُحببة إلى كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وهي تكون مع شروق أول أيام العيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى ، وتم فرض هذه الصلاة على المسلمين مع أولى سنوات الهجرة النبوية المُشرفة ، وقد اختلف العلماء في وجوب صلاة العيد ؛ حيث ذهب بعضهم إلى أنها فرض كفاية يأثم المسلمين بتركها وتسقط عنهم إذا قام بعضهم فقط بأدائها وهذا في مذهب الحنابلة ، أما مذهبا الشافعية والمالكية فقد أشاروا إلى أنه سنة مؤكدة ، أما الحنفية فقد أشاروا إلى وجوبها .

عدد تكبيرات صلاة العيد

صلاة العيد تتكون من ركعتين فقط وكان رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه يحض المسلمين على ضرورة الالتزام بصلاة العيد وكان يأمر كل من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ بالخروج إليها ، كما أنها يجب أن تكون في الخلاء والعراء والساحات الواسعة وليس من المُستحب أن تتم داخل المسجد .

وقد ورد عن السنة النبوية أن الركعة الأولى من صلاة العيد تتكون من سبعة تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ، وبعد ذلك يقوم الإمام بقراءة سورة فاتحة الكتاب ويتبعها بقراءة سورة قصيرة سواء سورة  ” ق ” أو سورة ” الأعلى ” ويلي ذلك الركوع ثم السجود ، وبعد القيام من الركعة الأولى يُكبر الإمام تكبيرة القيام ويتبعها بخمسة تكبيرات أخرى ثم يقوم بقراءة فاتحة الكتاب أيضًا ويتبعها بقراءة سورة ” الغاشية ” ثم الركوع والسجود وقراءة التحيات (التشهد) ثم السلام .

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت عن صلاة العيد قول رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : ” التكبير في الفطر سبع في الأولى ، وخمس في الآخرة ، والقراءة بعدهما كلتيهما } رواه أبو داود والدارقطني .

آداب صلاة العيد

-يجب الحرص على الذهاب إلى مكان صلاة العيد مبكرًا حتى يحظى المُصلي بالصلاة بالقرب من الإمام ويحصل أيضًا على ثواب انتظار الصلاة .

-كما يجب أن يظل كل مسلم مرددًا لتكبيرات العيد في طريقه إلى مُصلى العيد وأثناء انتظار الصلاة .

-يجب التطيب والتعطر (للرجال) واختيار أفضل وأطهر الثياب لتأدية الصلاة بها .

-يجب على النساء الالتزام بالزي الشرعي أثناء الذهاب إلى صلاة العيد والابتعاد عن التبرج أو التزين واستخدام مستحضرات التجميل وعدم التعطر أيضًا .

-ينبغي الانشغال بتكبيرات العيد وبالصلاة وعدم الانشغال أو النقاش بأمور حياتية دنيوية أخرى .

-يجب الحرص على معايدة جموع المسلمين وتقديم التهنئة لهم والإفساح لهم في المجلس حتى  يتمكنوا من أداء الصلاة .

-بعد الانتهاء من صلاة العيد يقوم الإمام بإلقاء خطبة يتحدث بها عن آداب وسنن العيد وما ينبغي على المسلم القيام به في العيد وخصوصًا صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء وتقديم التهنئة ، ولذلك يجب الحرص قدر المستطاع على الاستماع إلى خطبة صلاة العيد .

-من الأفضل أن يمشى المُصلي إلى صلاة العيد وألا يستقل وسائل المواصلات إذا أمكن ، وأن يختار طريق مختلف للعودة بعد الانتهاء من صلاة العيد ، وقد ورد عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في هذا الشأن قوله : ” إذا كان يوم العيد خالف الطريق ” رواه البخاري .

-إذا كنت من الأشخاص المعتكفين بالمسجد في رمضان فإنه من الأفضل أن تذهب إلى صلاة العيد بملابس الاعتكاف .

-من شروط صحة صلاة العيد هو الاستقرار في بلد ما حيث أنها ليست مشروعه للأشخاص المسافرين أو الرحالة دائمين التنقل من مكان لآخر مثل البدو .

-وفيما يخص قضاء صلاة العيد لمن فاتته الصلاة ؛ فإن الحنابلة أشاروا إلى جواز قضاء صلاة العيد بالتكبيرات الإضافية دون خطبة ، أما أبو حنيفة فقد أشار إلى عدم جواز قضاء صلاة العيد .