الطبخ هو عبارةٌ عن عمليةٍ يتمّ من خلالها دمج الأطعمة، وإضافة البهارات، والتوابل والمنكهات المختلفة إليها بأساليبَ، وطرقٍ مختلفةٍ بهدف جعلها جاهزة للأكل، وقد اختلف مفهوم الطبخ في العصر الحديث عن العصور القديمة فلم يعد الطبخ مهماً من أجل سدّ الجوع فقط، بل أصبح يهتم بالتفنّن في تحضير، وتقديم الأطباق المختلفة، والتنافس على إظهارها بأجمل الأشكال، وأغنى المكوّنات.

ومع ذلك فإن الطريقة الأكثر فاعلية وإبداعية واجتماعية للنظر في الطهي موجهة نحو إيجاد المتعة فيها والحصول رأي الآخرين للاستمتاع بالنتائج ، وعندما يتم تحضير الطعام دون أي سرعة وبهدف توصيل المودة وجعل لحظة خاصة لأولئك الذين نحبهم فإنه يتوقف أيضًا عن كونه مهمة مهنية ويتحول إلى تعبير شخصي ، ويصبح أيضا أداة علاجية.

الوعي الحسي في الطبخ

الطبخ هو واحد من تلك الأنشطة التي تنطوي على جميع الحواس ، وهذه الحواس تبقى نشطة طوال العملية برمتها حتى النهاية مثل البصر ، السمع ، اللمس ، وبالطبع يجب وضع الشم والذوق أثناء عملية الطبخ ، وعندما نأكل يحدث نفس الشيء ، بهذه الطريقة يصبح الطهي شيء حقيقي به الكثير من الأحاسيس ، لذلك فإنه ينطوي على تجربة متكاملة ، وإنها واحدة من الأنشطة القليلة التي تتيح حاليًا هذا العرض من الانطباعات الحسية التي تعتبر دائمًا مجزية للغاية .

فوائد الطهي

أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في تعلم الطهي هو أنه نشاط لا تتشابه فيه النتيجة أبدًا ، ويمكن للشخص نفسه طهي الطبق مرتين ولن يتحول إلى نفس الطبق ، ويمكن لشخصين تكرار نفس الوصفة وسيكون الطعم مختلفًا ، وإلى هذا الحد إنه نشاط شخصي للغاية وبالتالي فهو نشاط إبداعي .

وبالمثل هي واحدة من تلك المهام التي تسمح باختلافات غير محدودة ، وترحب بالتغيير في كل خطوة من الخطوات ، وفي بعض الأحيان وفي الطريقة التي نعد بها بعض الأطعمة وغيرها من الأوقات في الطريقة التي نقدمها لهم ، وأيضا في المكونات المستخدمة وإلى متى نطبخها والمرافق التي تمت إضافتها ، وبالتالي يعتبر الطبخ هو الإبداع الخالص .

الطبخ هو واحد من تلك الأنشطة التي تنطوي على خطوات متتالية أكثر مما في الأنشطة الأخرى ، وعليك إكمال خطوة واحدة قبل الانتقال إلى الخطوة التالية ، وذلك يتطلب الصبر والتركيز معاً .

بنفس الطريقة نقوم بالكثير من المهام أثناء الطهي وأحيانًا في وقت واحد ، على سبيل المثال أثناء وضع العجين جانباً حتى يستريح ، يمكنك البدء في العمل على الحشوة ، أو أثناء غليان شيء ما ، تعمل على تجهيز كل شيء للخطوة التالية ، وهذا يتطلب أن تركز انتباهك على ما تفعله وفقط على ذلك وبالتالي هذا يعزز تركيزنا .

الطبخ هو عملية لا يمكن التنبؤ بها ، فأنت تطبخ شيئًا وتحرق شيئاً أخر لأنك قد صرفت انتباهك ، أو أنك تدرك أن الطعام ليس لديه الملمس والاتساق الذي تريده ، وكل هذه المشاكل الصغيرة تتطلب حلا ، والتمرين لحل هذه الصعوبات ينطوي على حافز لذكائك .

حقيقة الأمر أنه يجب عليك اتخاذ العديد من القرارات أثناء إعداد الطبق ، وقد تقول الوصفة إنه من المفترض أن تخبز شيئًا لمدة 10 دقائق لكنك تدرك أنه لا يكفي الوقت ، ويتطلب ذلك منك تحليل الموقف والتفكير فيما ستقوم به ، وبالتالي الطبخ يعزز قدرتك على صنع القرار .

عندما يكون لديك موقف إيجابي يصبح الطبخ نشاطًا مريحًا ، والشيء المهم هو عدم الطهي العصبي أو توقع الحصول على نتائج مثالية ، ومن الناحية المثالية يمكنك إعداد كل شيء بهدوء والحفاظ على عقل متفتح .

يمكن أن يكون الطبخ مع شريك حياتك أو مع الأصدقاء تجربة ممتعة للغاية وودية ، وبنفس الطريقة فإن تقديم الطبق الذي تم إعداده بأيدينا يُظهر المودة ، ومع حسن الخلق يمكن أن يكون هذا النشاط ممتعًا ومجزياً بشكل لا يصدق .