اتسم العصر الأموي بعدد كبير من الشعراء الرائعين ، و من أهم ما ميز هذه الفترة أ الشعر فيها قد امتاز بكونه أكثر سلاسة ، هذا فضلا عن العلاقات بين مختلف الشعراء و التي ظهرت في القصائد .
الشاعر الراعي النميري
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل النميري أبو جندل ، و هو من أهم فحول الشعراء في العصر الأموي ، و قد تم تلقيبه باسم الراعي ، و ذلك لأنه قام بوصف الإبل كثيرا ، و قد كان هذا الشاعر العظيم من بنو النمير ، و كان من أهل البادية ، هذا إلى جانب أن هذا الشاعر قد عاصر كلا من جرير و الفرزدق الذين اشتهروا بهجاء كلا منهما الأخر ، و قد ذكر اسم الشاعر النميري في أشعار جرير ، و ذلك في قوله غض الطرف فأنك من نميراً فلا كعب بلغت ولا كلاباً ، كما أنه قد عرف عنه أنه من أصحاب الملاحم الشعرية .
أجمل قصائد النميري
قصيدة لمزاحمٌ منْ خلفهِ وورائهِ
ومفيدهُ نصري وإنْ كانَ امرأً
مُتَزَحْزِحاً فِي أرْضِهِ وَسَمَائِهِ
وأكونُ واليَ سرّهِ فأصونهُ
حتّى يحينَ عليَّ وقتُ أدائهِ
وإذا دعا باسمي ليركبَ مركبًا
صَعْباً قَعَدْتُ لَهُ عَلَى سِيسَائِهِ
وَإذَا اسْتَجَاشَ رَفَدْتُهُ وَنَصَرْتُهُ
وإذا تصعلكَ كنتُ منْ قرنائهِ
وإذا الحوادثُ أجحفتْ بسوامهِ
قرنتْ صحيحتنا إلى جربائهِ
وَإذَا أَتَى مِنْ وَجْهِهِ لِطَرِيقِهِ
مْ أطَّلِعْ مِمَّا وَرَاءَ خِبَائِهِ
وَإذَا رَأْيَتُ علَيْهِ ثَوْباً نَاعِماً
لمْ يلفني متمنّيًا لردائهِ
وَإذَا ارْتَدَى ثَوْباً جَميِلاً لَمْ أقُلْ
يَا لَيْتَ أنَّ عَلَيَّ حُسْنَ رِدَائِهِ
وَمَتَى أجِئْهُ فِي الشَّدَائِدِ مُرْمِلاً
أُلْقِي الَّذِي فِي مِزْوَدي لِوِعَائِهِ
وَإذَا جَنَى غُرْماً سَعَيْتُ لِنَصْرِهِ
حتّى أهينَ كرائمي لفدائهِ
قصيدة طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
وَأَرِقْتُ لَيْلَة َ عَادَنِي خَطْبِي
حمّلتهُ وقتودَ ميسٍ فاترٍ
سرحِ اليدينِ وشيكة ِ الوثبِ
لمْ يبقِ نصّي منْ عريكتها
شَرَفاً يُجِنُّ سَنَاسِنَ الصُّلْبِ
ومعاشرَ ودّوا لوَ أنَّ دمي
يسقونهُ منْ غيرِ ما سغبِ
ألصقتُ صحبي منْ هواكِ بهمْ
وقلوبنا تنزو منَ الرّهبِ
متختّمين على معارفنا
نثني لهنَّ حواشيَ العصبِ
وعلى الشّمائلِ أنْ يهاجَ بنا
جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ
وَترى الْمَخَافَة َ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ
بجنوبنا كجوانبِ النّكبِ
ولقدْ مطوتُ إليكَ منْ بلدٍ
نَائي الْمَزَارِ بِأَيْنُقٍ حُدْبِ
متواتراتٍ بالإكامِ إذا
جلفَ العزازَ جوالبُ النّكبِ
وكَأنَّهُنَّ قَطاً يُصَفِّقُهُ
خرقُ الرّياحِ بنفنفٍ رحبِ
قَطَرِيَّة ٌ وَخِلاَلُهَا مَهْرِيَّة ٌ
مِنْ عِنْدِ ذَاتِ سَوَالِفٍ غُلْبِ
خوصٌ نواهزُ بالسّدوسِ إذا
ضَمَّ الْحُداة ُ جَوَانِبَ الرَّكْبِ
حتّى أنخنَ إلى ابنِ أكرمهمْ
حسبًا وهنَّ كمنجزِ النّحبِ
فَوَضَعْنَ أَزْفَلَة ً وَرَدْنَ بِهَا
بحراً خسيفًا طيّبَ الشّربِ
وإذا تغوّلتِ البلادُ بنا
مَنَّيْتُهُ وَفِعَالُهُ صَحْبي
أسعيدُ إنّكَ في قريشٍ كلّها
شرفُ السّنامِ وموضعُ القلبِ
مُتَحَلِّبُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ عَصِيِّهِ
ضيقٍ محلّتهُ ولا جدبِ
الأوبُ أوبُ نعائمٍ قطريّة ٍ
والأَلُّ أَلُّ نَحَائِصٍ حُقْبِ
قصيدة إنِّي أتَانِي كَلاَمٌ مَا غَضِبْتُ لَهُ
وقَدْ أَرَادَ بِهِ مَنْ قَالَ إغْضَابي
جُنَادِفٌ لاَحِقٌ بکلرَّأْسِ مَنْكِبُهُ
كَأنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلاَّبِ
مِنْ مَعْشَرٍ كُحِلَتْ باللُّؤْمِ أعْيُنُهُمْ
قفدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صيّابِ
قولُ امرئٍ غرَّ قومًا منْ نفوسهمُ
كخرزِ مكرهة ٍ في غيرِ إطنابِ
هَلاَّ سَأَلْتَ هَدَاكَ الله ما حَسَبي
إذا رعائيَ راحتْ قبلَ حطّابي
إنّي أُقَسِّمُ قِدْري وَهْيَ بَارِزَة ٌ
إذْ كُلُّ قِدْرٍ عَرُوسٌ ذَاتُ جِلْبَابِ
كأنَّ هندًا ثناياها وبهجتها
لمَّا الْتَقَيْنَا عَلَى أدْحَالِ دَبَّابِ
موليّة ٌ أنفٌ جادَ الرّبيعُ بها
على أبارقَ قدْ همّتْ بإعشابِ
قصيدة عفتْ بعدنا أجراعُ بكرٍ فتولبِ
فوادي الرّداهِ بينَ ملهًى فملعبِ
إذا لمْ يكنْ رسلٌ يعودُ عليهمُ
مَرَيْنَا لَهُمْ بالشَّوْحَطِ الْمُتَقَوِّبِ
بِمَكْنُونَة ٍ كکلْبَيضِ شَانَ مُتُونَهَا
مُتُونُ الْحَصَى مِنْ مُعْلَمٍ وَمُعَقَّبِ
بَقَايَا الذُّرَى حَتَّى تَعُودَ عَلَيْهِمُ
عزالي سحابٍ في اغتماسة ِ كوكبِ
إذَا كُنْتَ مُجْتَازَاً تَميماً لِذِمَّة ٍ
فمسّكْ بحبلٍ منْ عديِّ بنِ جندبِ
همُ كاهلُ الدّهرِ الّذي يتّقى بهِ
وَمَنْكِبُهُ الْمَرْجُوُّ أَكْرَمُ مَنْكِبِ
إذَا مَنَعُوا لَمْ يُرْجَ شَيْءٌ وَرَاءَهُمْ
وَإِنْ رَكِبَتْ حَرْبٌ بِهِمْ كُلَّ مَرْكَبِ
وإنّي لداعيكَ الحلالَ وعاصماً
أبَاكَ وَعِنْدَ الله عِلْمُ الْمُغَيَّبِ
أبى للحلالِ رخوة ٌ في فؤادهِ
وأعراقُ سوءٍ في رجيع معلّبِ
وأصفرَ عطّافٍ إذا راحَ ربّهُ
جَرَى کبْنَا عِيَانٍ بِالشِّواءِ کلْمُضَهَّبِ
خرُوجٍ مِنَ الْغُمَّى إذَا كَثُرَ کلْوَغَى
مفدّى كبطنِ الأينِ غيرِ مسبّبِ
غَدَا عَانِداً صَعْلاً يَنُوءُ بِصَدْرِهِ
إلى الفوزِ من كفِّ المفيضِ المؤرّبِ
حَلَفْتُ لَهُمْ لاَ تَحْسِبُون شَتِيمَتِي