الوليد بن عقبة أحد أهم الشعراء المعروفين في العصر الأموي ، و قد قدم العديد من القصائد الشعرية التي أثرت الأدب العربي .

الوليد بن عقبة
– الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي‏ ، و قد كان من بين الشعراء الذين عاصروا الإسلام ، حيث أنه قد أعلن إسلامه في يوم فتح مكة .

– و قد عرفت عنه العديد من الأمور التي كانت سببا في التشكيك في إسلامه من الأساس ، و من بين هذه الأمور أنه كان معتاد على شرب الخمر ، و قد كان ذلك سببا في جلده أربعين جلدة ، و بعد ذلك تم عزله عن الكوفة .

– و يذكر أن الوليد بن عقبة كان سببا في نزول الآية السادسة من سورة الحجرات ، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾ .، و كان ذلك حينما قام بإبلاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بنو المصطلق قاموا بمنع الصدقة .

أشعار الوليد بن طلال
يَقولُ لَنا مُعاوِيَةُ بنُ حَربٍ
أَما فيكُم لِواتِرِكُم طَلوبُ
يَشُدُّ عَلى أَبي حَسَن عَلَيَّ
بِأسمَرَ لا يُهَجِّنُهُ الكُعوبُ
فَيَهتُكُ مَجمَعَ اللُباتِ مِنهُ
وَنَقعُ المَوتِ مُطَّرِدٌ يَثوبُ
فَقُلتُ لَهُ أَتَلعَبُ يا اِبنَ حَربٍ
كَأَنَّكَ بَينَنا رَجُلٌ غَريبُ
أَتَأمُرُنا بِحَيَّةِ بَطنٍ وادٍ
إِذا نَهَشَت فَلَيسَ لَها طَبيبُ
وَ ما ضَبعٌ يَدُبُّ بِبَطنِ وادٍ
أُتيحَ لَهُ بِهِ أَسَدٌ مَهيبُ
بِأَضعَفَ حِيلَةٍ مِنّا إِذا ما
لَقيناهُ وَ ذا مِنّا عَجيبُ
دَعا في الحَربِ لِلهيجا رِجالاً
تَكادُ قُلوبُهُم مِنهُ تَذوبُ
كَأَنَّ القَومَ لَمَّا عايَنوهُ
خِلالَ النَقعِ لَيسَ لَهُم قُلوبُ
لَعَمرُ أَبي مُعاوِيَةَ بنِ صَخرٍ
وَ ما ظَنّي بِمُلحَقَهِ العُيوبُ
لَقَد ناداهُ في الهَيجا عَلِيُّ
فَأَسمَعَهُ وَ لكِن لا يُجيبُ
سِوى عَمرٍو وَقتهُ خِصيَتاهُ
نَجا وَ لِقَلبَهِ مِنها وَ جيبُ
وَ بِسرٌ مِثلُهُ لاقى جِهاراً
فَأَخطَأَ نَفسَهُ الأَجَلُ القَريبُ

قصيدة أَعتِبَةَ حَرَّكَ مِن أَخيكَ وَلا تَكُن
أَعتِبَةَ حَرَّكَ مِن أَخيكَ وَ لا تَكُن
فَوَلِّ الهُوينا إِن أَرادَ مُؤاتِيا
وَإِيّاكَ أَن تَقبَل مِنَ القَومِ رُخصَةً
فَأَنتَ بِها إِن قُمتَ يَوماً إِمامِيا
وَ إِنَّكَ قَد أَشبَهتَ صَخراً وَ مَن يَكُن
شَبيهاً لَهُ يُصبِحْ عَلى الناسِ عالِيا
فَوَلِّ الهُوينا وَالسَلام مَنِ اِدَّعى
أَخاكَ فَإِنّي خِلتُهُ مُتَراخِيا

تركت العراق
تَرَكتُ العِراقَ وَفيها الرِجال
وَ جِئتُ إِلى البَلدَةِ الخامِلَةْ
إِلى المائِلينَ بِأَعناقِهِم
أَماوَالفُرقَةُ الحاذِلَةْ
وَ لَم يَلقَحِ الأَمرَ خَيرَ الزُبيرِ
وَ طَلحَةَ في الفِئَةِ القاتِلَةْ
فَما أَلهَماها بِاِضمارِها
بِشَيخَينِ في طَلَبِ العاجِلَةْ
وَ أَمّا عَلَيٌّ فَفي بَيتِهِ
وَ كَم قاتَلٍ فيهِ أَو قاتَلَةْ
فَزُفَّت إِلَيهِ زَفافَ العَروسْ
وهذامَهرٌ مِنَ الآجِلَةْ
فَإِن أَطمَعاكَ فَقَد قارَبا
وَ إِن أَخَّراكَ فَكُن زامِلَةْ
إِلى أَن تَرى ما يَقَرُّ العُيونَ
فَأَدنِ التَفَكُرَّ في الكافِلَةْ
وَ قَد بايَعا غَيرَ مُستَكرِهينَ
عَلِيّاً وَ كانا لَهُ عائِلَةْ

قصيدة تباخذت الأنصار
تَباذَخَت الأَنصار في الناسِ بِاِسمِها
وَنِسبَتها في الأَزدِ عَمرو بنُ عامِرِ
وَقالوا لَنا حَقٌّ عَظيمٍ وَ مَنَّةٌ
عَلى كُلِّ بادٍ مِن مَعَدٍّ وَ حاضِرِ
فَإِن يَكُ لِلأَنصارِ فَضلٌ فَلَم تَنَل
بِحُرمَتِهِ الأَنصارُ فَضلَ المُهاجِرِ
وَ إِن تَكنِ الأَنصارُ آوَت وَ قاسَمَت
مَعايِشَها مَن جاءَها قِسمَ جازَرِ
فَقَد أَفسَدَت ما كانَ فيها بَمَنَّها
وَ ما ذاكَ فِعلُ الأَكرَمينَ الأَكابِرِ
إِذا قالَ حسّانٌ وَ كَعبٌ قَصيدَةً
بِشَتمِ قُرَيشٍ غُنِّيَتْ في المَعاشِرِ
وَ سارَ بِها الرُكبانُ في كُلِّ وُجهَةٍ
وَ أَعمَلَ فيها كُلَّ خُفٍّ وَ حافِرِ
فَهذا لَنا مِن كُلِّ صاحِبِ خُطبَةٍ
يَقومُ بِها مِنكُم وَ مِن كُلِّ شاعِرِ
وَ أَهلٌ بِأَن يُهجَوا بِكُلِّ قَصيدَةٍ
وَ أَهلٌ بأَن يُرمَوا بِنَبلٍ فَواقِرِ

قصيدة قولا لِعَمرٍو وَالدَميمِ خَطَئتُما
قولا لِعَمرٍو وَالدَميمِ خَطَئتُما
بِقَتلِ اِبنِ عَفّانٍ بِغَيرِ قَتيلِ
وَرَمي أَبي عَمرٍو لِكُلِّ عَظيمَةٍ
عَلى غَيرِ شَيءٍ غَيرَ قالٍ وَقيلِ
وَأَصبَحتُما وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ
وَلَم تَظفَرا مِن عَيبِهِ بِفَتيلِ
فَأَمّا جَدَعتُم بِاِبنِ أَروى أُنوفَنا
وَجِئتُم بِأَمرٍ كانَ غَيرَ جَميلِ
فَإِنّا وَأَنتُم في البَلِيَّةِ عُصبَةٌ
عَلى صَبرِ أَمرٍ مِن شَناً وَذُحولِ
تَلاحِظكُم في كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ
بِطَرفٍ عَلى ما في النُفوسِ دَليلِ
إِلى أَن يُرى ما فيهِ لِلعَينِ قَرَّةٌ
وَتِلكَ الَّتي مِنها شِفاءُ غَليلِ
وَقالوا دَليمٌ لازِمٌ قُعرَ بَيتِهِ
وَما أَمرُهُ فيما أَتى بِجَميلِ
وَما كانَ بِالأَمرِ الخَفِيِّ مَكانهِ
وَما كانَ فيما قَد مَضى بِضَليلِ
وَلَو قالَ كَفّوا عَنهُ شاموا سُيوفَهُم
وَوَلَّوا بِغَمٍّ في النُفوسِ طَويلِ
وَلكِنَّهُ أَغضى وَكانَت سَبيلَهُ
سَبيلَهُمُ وَالظُلمُ شَرُّ سَبيلِ
فَكُلٌّ لَهُ ذَنبٌ إِلَينا نَعُدُّهُ
وَذَنبُ دُليمٍ فيهِ غَيرُ قَليلِ