تحكي هذه الرواية عن قصة حب شديدة بين بطل الرواية ” ناصر ” وحبيبته ” مها ” في الرياض، وتتناول بصورة تراجيدية حزينة الآثار المترتبة على انتهاء هذا الحب، وقد صدرت هذه الرواية عام 2002 عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
الروائي محمد حسن علوان
ولد محمد حسن علوان في مدينة الرياض في السابع والعشرين من أغسطس عام 1979، حصل على بكالوريوس نظم المعلومات الحاسوبية من جامعة الملك سعود بالرياض، وماجستير إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند بالولايات المتحدة، ودكتوراه في التسويق من جامعة كارلتون بكندا، وقد صدرت له خمس روايات وكتاب واحد وهم : سقف الكفاية عام 2002، صوفيا عام 2004، طوق الطهارة عام 2007، القندس عام 2011، موت صغير عام 2016، أما الكتاب فهو ” الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه ” وصدر في 2014 .
وقد حصل علوان على العديد من التكريمات وحقق عدد من الإنجازات، ففي عام 2010 تم اختياره ضمن أفضل 39 كاتب عربي تحت سن الأربعين، ورشحت روايته ” القندس ” ضمن القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية “ البوكر “، كما فازت رواية القندس في عام 2015، كأفضل رواية عربية تمت ترجمتها إلى الفرنسية، وذلك من قبل معهد العالم العربي في باريس، وكذلك فإن روايته ” موت صغير ” فازت بجائزة البوكر العربية .
رواية سقف الكفاية
رواية سقف الكفاية هي أول رواية للروائي محمد علوان، صدرت عن دار الفارابي للنشر عام 2002، ثم أصدرت منها طبعة ثانية عام 2004، أما الطبعات من الثالثة إلى السادسة فقد صدروا عن دار الساقي للنشر، وقد أخذت الرواية عند صدورها ضجة كبيرة بسبب عدة أسباب منها صغر سن الروائي، واختلاف مستوى لغة الرواية عن المعتاد، وتناولها لمواضيع حساسة، لذا فقد جذبت الرواية أنظار العديد من النقاد ليتناولوها مثل : الدكتور غازي القصيبي، والدكتور عبد الله الغذامي، والدكتور معجب الزهراني، والناقد محمد عباس، وغيرهم .
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية في الرياض حول قصة حب قوية بين ناصر ومها، والآثار الحزينة والمأساوية التي تبعت انتهاء هذا الحب، ثم سفر ناصر إلى مدينة فانكوفر الكندية، والتقائه بمهاجر عراقي الجنسية يدعى ديار، والذي يحاول أن يخلصه من آثار وشوائب هذا الحب الأليم، والرواية تأتي في صورة رسالة طويلة من ناصر إلى مها، التي تركته وتزوجت من رجل آخر، حيث يحكي ناصر القصة على شكل خواطر، يتنقل فيها بين زمنين، الزمن الأول هو الماضي ذلك الوقت الذي بدأت فيه قصته مع مها في الرياض، والزمن الثاني هو الحاضر الذي يعيش فيه في المدينة الكندية .
وعلى الرغم من أن الرواية تدور بصورة كلية على مها، إلا أن هذا لم يمنع الكاتب أن يدخل بعض الأحداث والمشاعر الأخرى مثل : موت الجدة، وشعور فقد الوطن في قلب صديق ناصر ” ديار العراقي “، والغربة الاختيارية التي اختارها ناصر لنفسه بحجة الدراسة، جدير بالذكر أن الرواية قد كتبها علواني قبل خمس سنوات من نشرها، أي عندما كان في سن الثالثة والعشرين تقريبا، مما جعله يتعرض للعديد من الشائعات والاتهامات بأن هناك من كتب له هذه الرواية فعليا .
اقتباسات من الرواية
1- صرت أعتقد أن فقداني للكتابة والوطن وأمي لم تكن إلا محاولات مني لفقد أشياء أخرى غيرك، أردت أن يجتمع الحزن على الحزن فيمتزج بعضها مع بعض حتى تندثر معالم حزنك الأول، ربما صدقني بعضهم وأنا أقول له هذا فيما بعد، وربما ظنني مجنونا ذهب الحب بعقله، ولكني أؤمن أن الطعنة الواحدة أشد إيلاما من الطعنتين، والجرح يكون أكثر وجعا عندما يكون بقية الجسم سليما، وأنا أردت أن أشتت أفكاري بين عدة أحزان حتى لا ينفرد بي حزن واحد، فيقتلني .
2- عندما لا يمكن للحياة أن تستمر، لا بد أننا نحتاج إلى وقفة طويلة للحزن، الحياة تكره أن نتجاهل ضرباتها لنا، وترفض أن نستمر فيها دون أن نقف عديدا، لنلعن انهزامنا أمام سلاحها القدري .
3- أشعر بالدفء فقط في غرفتي، تنتابني شجاعة العزلة حتى إذا خرجت في أول أصطدام مباشر بالريح، أشعر أن البرد لا يغمرني فحسب بل يمزق أوراقا شاسعة في دفاتري الداخلية .
4- أكثر النساء حنانا وذكاء، هي تلك التي تترك وراءها عندما ترحل ذاكرة غير قابلة للطى، ولا النسيان، ولا إعادة الكتابة .
5- لا يكون الحب قرارا أبدا، إنه الشيء الذي يختار اثنين بكل دقة، ويشعل بينها فتيل المواجهة، ويتركهما في فوضى المشاعر دون دليل، إنه يريدهما بذلك ان يتعلما أول دروس الحب ” كيف يحتاج كل منهما إلى الآخر ” .