صدرت رواية فتنة جدة للروائي والكاتب مقبول موسى العلوي عام 2010، وقد أصدرتها دار الكوكب التابعة لدار الريس للكتب والنشر ببيروت، وقد دخلت هذه الرواية في 2011 ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية .
مقبول العلوي
الكاتب والروائي الشهير مقبول موسى العلوي المولود عام 1969، من أهم الكتاب والروائيين في المملكة، درس في جامعة أم القرى وتخرج منها عام 1992، ثم عمل كمعلم ومدرب في كيفية استخدام الموارد والنماذج الفنية، وبدأ بكتابة الروايات فكانت فتنة جدة أولى رواياته، كما أنه يكتب قصص ومقالات قصيرة للعديد من الصحف المحلية في المملكة .
رواية فتنة جدة
تجري أحداث رواية فتنة جدة في القرن التاسع عشر، حيث يستعرض فيها الكاتب بداية عصر الحكم العثماني على منطقة الخليج، ويبدأ الحدث عندما قام قائد عربي يطلق عليه صالح جوهر بإنزال العلم البريطاني من على سفينته ورفع العلم العثماني بدلا منه، والذي عمل بدوره على إغضاب القنصل البريطاني حامي السفينة، ومن هنا تخرج أحداث القصة عن السيطرة حيث تسفك الدماء وتندلع ثورة عربية خليجية ضد الاستعمار البريطاني، حيث تعد هذه الفتنة التي شهدها ميناء جدة من أقوى الفتن والأحداث التي عاصرها، والتي حدثت تحديدا عام 1858 .
وقد اندلعت هذه الثورة بعد أن قام القنصل البريطاني بإنزال العلم العثماني ودهسه بقدمه، الأمر الذي أدى إلى هياج الناس عليه وقتله وقتل القنصل الفرنسي وعشرات من أتباعهم، الأمر الذي أدى إلى قصف جدة وقتل العشرات من أهلها، وبعد ذلك أصيبت جدة بمرض الكوليرا الذي أدى إلى موت الآلاف من أهلها ومن الحجاج كذلك، أبطال الرواية الذين يقومون بسرد تفاصيل القصة على لسانهم بأسلوب رومانسي ولغة سلسة هم : صالح جوهر ” التاجر “، الوالي ” نامق باشا “، منصور التهامي ” الجريح “، وفتنة التي استضافت منصور التهامي في بيتها عندما جرح .
مميزات أسلوب الكاتب في رواية فتنة جدة
مزج الكاتب والروائي مقبول العلوي في هذه الرواية بين الحدث التاريخي وبين الخيال بشكل احترافي جدا، دون أن يمس الحقائق التاريخية في شيء، وقد تميزت هذه الرواية وفصولها بالتماسك، حيث صور الكاتب كل شخصية في الرواية بصوت مختلف وأفكار مختلفة، ووعي وثقافة تميز كلا منهم عن الآخر، حيث أتت الشخصيات في صورة ناضجة، بخطوط سير ممهدة وواضحة المعالم من بداية الرواية إلى نهايتها، وقد تم سرد الفصول على لسان أبطال الرواية، حيث يقوم كل شخص بسرد فصلا مستقلا به، وبالتالي يصور للقارئ زاوية الحدث برؤية خاصة ونفسية مختلفة عن الأبطال الآخرين .
اقتباسات من الرواية
1- أذكر جيدا طعم ذلك اللقاء، كنا وجها لوجه، أحسست وقتها وكأنني أداعب غيمة بيد وبالأخرى أمسك بنجمة مضيئة، لقاء أشبه بوقع المطر على أرض عطشى، لقاء كسر تلك العزلة التي لازمتني وقتا طويلا، حطم طوق الأشواك الذي كان يحيط بي، أحيا في داخلي أملا ذاويا لكنه كامن كبذرة في جوف الأرض، تنتظر السقي أو المطر لتنبت من جديد تحت ومضات برق رحيم، أين أنت الآن مني ؟
2- غادرت بيتها بعد ضيافة امتدت ثلاثة أيام قضيت جزءا منها في غيبوبة كاملة بسبب تلك الكمية الكبيرة من الدماء التي نزفتها، وتلك الكدمات والجروح التي أصبت بها، في نهايات اليوم الثالث اصطبغت حياتي بطعم جديد ولون جديد، لو كنت أعلم أن للحياة جانبا مضيئا هكذا لشربت منها حد الارتواء، سأتخلص من أوجاعي العقلية والروحية وسأمد جسور التواصل مع الكل بدون استثناء .
3- لم يكن صالح جوهر يعلم أنه بإنزاله علما ورفعه علما آخر، سيفتح بابا على الجحيم .
4- بين قتل القناصل الأجانب وبعض التجار وقصف البوارج البريطانية لجدة، بين صراخ الأطفال رعبا وهرب الأهالي في كل اتجاه، يحاول نامق باشا حقن الدماء وإيقاف الدمار .
5- وبين فتنة المدينة وفتنة جارته الساحرة، يتأرجح منصور التهامي بين الحياة والموت، بين ماضيه الكئيب وتلك الكوة من الأمل، التي فتحها سكنه قرب بيت ” فتنة ” .
إنجازات حققها الكاتب مقبول العلوي من خلال رواياته
دخلت رواية فتنة جدة للكاتب والروائي مقبول العلوي في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، وذلك في عام 2011، كما فازت روايته التي أطلق عليها ” زرياب ” بجائزة وزارة الإعلام والثقافة، عن فئة أفضل رواية لكاتب سعودي وذلك عام 2015، كما فازت روايته ” البدوي الصغير ” بجائزة سوق عكاظ وذلك عام 2016 .