قال الرسول صلّ الله عليه وسلم علي مني وأنا من علي ، ليس قول يوصف الإمام علي رضي الله عنه أروع من هذا القول .
الإمام علي رضي الله عنه
الإمام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، أمير المؤمنين المقلب بأبو الحسن الهاشمي رضي الله عنه كان أحد السابقين الأولين لم يسبقه في الدخول في الإسلام سوى السيدة خديجة رضي الله عنها واختلف فيه وفي سيدنا أبو بكر الصديق أيهما أسلم أولًا ، ولكن إسلام الصديق كان أنفع للأمة لأن سيدنا علي رضي الله عنه أسلم وعمره ثمان سنوات وفي بعض الروايات قيل أسلم وعمره تسع سنوات وفي روايات أخرى 12 عام .
ولكن قال ابن عينيه عن الإمام جعفر الصادق عن ابنه أن عليًا مات وعمره ثمان وخمسين عامًا وقال الإمام الذهبي هذا يطابق أنه أسلم وعمره ثمان سنوات لأن النبي صلّ الله عليه وسلم بعث وأقام في مكة 10 سنوات وبالمدينة عشر سنوات ، ومناقب الإمام علي رضي الله عنه يضيق المكان للحديث عنها قد أفردت سيرته في الكثير من المجلدات والكتب كتب الإمام الذهبي عنه كتاب فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب ، وأجمع المسلمون أنه قتل شهيدًا ضربه ابن ملجم يوم السابع عشر من شهر رمضان عام 40هـ في الكوفة ، وكان الإمام علي من جامعي القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلّ الله عليه وسلم .
خلافة سيدنا علي رضي الله عنه
لما قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بويع سيدنا علي رضي الله عنه إمامًا وخليفة للمسلمين في المدينة المنورة يوم الخامس والعشرون من ذي الحجة عام 35هـ بايعه عدد من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ، وكان كارهًا للخلافة في بداية الأمر وأقترح أن يكون وزير ولكن بعض الصحابة رضوان الله عليه أقنعوا بضرورة توليه الخلافة ومع تأييد الثوار له ، ولكنه نزل على رأيهم خشية حدوث شقاق في صفوف المسلمين ، وكان أو من بايعه الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله .
ولكن أقارب سيدنا عثمان رضي الله عنه والأمويين لم يبايعون سيدنا عليًا وذهبوا إلى الشام ، كما أن بعض الصحابة منهم عبدالله بن عمر وسعد بن أبي وقاص لم يبايعوا بالولاء ولكنهم بايعوا بعدم الانقلاب عليه ، واختلف المؤرخون حول الصلاة على سيدنا عثمان رضي الله عنه ، وقت خلافته كانت الدولة الإسلامية تمتد من بلاد فارس بالشرق وحتى مصر بالغرب ولكن بعض المناطق في أطراف الجزيرة العربية كانت غير مستقرة .
أعلن سيدنا أعلي منذ اللحظات الأولى لتوليه الخلافة إقامة العدل في الناس ، وقال أنه سيرجع الأموال التي اقتطعها أقارب سيدنا عثمان من بيت المال ، وفي عام 36هـ قام بعزل كافة الولاه الذين عينهم سيدنا عثمان رضي الله عنه ، وعين أخرين ولكن بعد استسلامه الحكم بعدة شهور وقعت موقعة الجمل عام 36هـ كان خصومه الزبير بن العوام وطلحة والسيدة عائشة للمطالبة بالقصاص من قتلة سيدنا عثمان ، وكان معاوية بن ابي سفيان والي على الشام في خلافة سيدنا عثمان ورفض قرار عزله ولم يتم البيعة لسيدنا علي وطالب بالثأر من قتلة سيدنا عثمان ، وبعد موقعة الجمل أرس سيدنا علي لمعاوية يطالبوه بالبيعة فرفض فكانت موقعة صفين وحدث التحكيم ، وانشق الخوارج عن الجيش .
قالتهم سيدنا علي رضي الله عنه في موقعه النهروان ، لأنهم بعد انسحابهم من الجيش قاموا بقطع الطريق وكانوا يسألون الناس عن الخلفاء الأربعة ومن يخالف رأيهم يقتلوه .
ورغم عدم القيام بالفتوحات الإسلامية في خلافة سيدنا علي ولكن العهد اتسم بالكثير من المنجزات الحضارية مثل تنظيم الشرطة وعمل مراكز مخصصة لها وإنشاء دار للمظالم وبناء السجون وكان يريد الحكم من دار الإمارة وازدهت المدارس الفقهية في عهده في الكوفة ، وأمر أبو الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن الكريم لأول مرة ، وفي عهده نشط عبدالله بن سبأ صاحب مذهب السبئية أصل حركة التشيع ويقال أن سيدنا علي رضي الله عنه جمعهم وأعدمهم بالنيران ، وقال الكثير من المؤرخون أنه كان سياسي ناجح اتسم بالمرونة السياسية وكان متمسكًا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
كل سيدنا علي رضي الله عنه يصلي الفجر في مسجد الكوفة وأثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه فقال له جملته المشهورة فزت ورب الكعبة وقالت بعض الروايات أنه كان في طريقه للمسجد وحملوا إلى بيته وقال ” أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي ” ونهى سيدنا عليه عن تعذيبه وتكبيله بالأصفاد وظل السم يسري في جسده حتى مات بعد ذلك بثلاث أيام في شهر رمضان يوم 21 عام 40 هـ .