علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و زوج ابنته فاطمة، و رابع الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و هو من أوائل من دخلوا في الإسلام و آمنوا ببعثة رسول الله، حيث كان هو أول من أسلم من الصبيان، و لم يتوان يوما واحدا عن نصرة الإسلام و نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لم يوفر روحه فداءا لسول الله، حيث نام في سرير النبي يوم خرج مهاجرا مع أبو بكر الصديق، حتى يظن الكفار ان رسول الله نائم في داره، كان علي صبيا وقتها و لكنه كان صبيا شجاعا.
من هم الخوارج؟
الخوارج هم من قتلوا علي بن ابي طالب رضي الله عنه، و يطلق هذا المسمى على أولئك الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، و اتهموه بأنه لا يحكم بكتاب الله، و هم يرون أنفسهم أنهم خارجون من اجل كتاب الله، و ها ليس بصحيح، فقد أثاروا الفتنة بين المسلمين، و نشروا الذعر، و قتلوا خليفة رسول الله، و ابن عمه، الذي رباه رسول الله على يده، و قد ظهرت هذه الفرقة من الناس لأول مرة في عهد الخليفة عثمان بن عفان، و يتسمون بتعصبهم لرأيهم، و كانوا يدعون إلى عزل عثمان عن الخلافة، و احتد الامر و زاد الصراع نظرا لأن عثمان رفض التنازل عن الخلافة و الإذعان لهم، و انتهى الامر بمقتل عثمان بعد أن حاصروه في بيته.
و عندما خلف علي بن ابي طالب رضي الله عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه قال لهم: “ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم مساجد الله، و لا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، و لا نقاتلكم حتى تقاتلونا”، و لكنهم لم يكونوا يرضون بعلي خليفة للمسلمين، و لم يلزموا ما أمرهم به، و قاموا بقتل عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، و ذلك أنهم كانوا يستحلون دماء كل من يرونه مخالفا لهم، فهم يظنون أنهم حماة كتاب الله، و حين طالبهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقتلته أبو أن يسلموه القتلة، و قالوا لعلي نحن كلنا قتله و كلنا مستحل دمائكم ودمائهم.
جيش علي ضد الخوارج
منذ تلك اللحظة التي قالوا فيها بأنهم يستحلون داء المسلمين الذين هم مع خلافة علي، حاربهم علي و سل عليهم السيف، سعيا إلى اقتلاع هذه الفتنة من جذورها، و التخلص من من سببوا فرقة المسلمين و ضعف صفهم، و حاربهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه في عدة مواضع، و اول مواجهة معهم كانت في معركه النهروان التي حدثت في شهر صفر عام 38هـ و بقيادة أول أمرائهم عبد الله بن وهب الراسبي، و قد هزموا في هذه المعركة شر هزيمة، ثم حدثت معركة الدسكرة (بخراسان) في شهر ربيع ثان لعام 38 هــ و بقيادة أشرس بن عوف الشيباني، و هزموا فها أيضا، ثم معركة ماسبذان (بفارس) في شهر جمادى الأولى عام 38 هـ و قادهم فيها هلال بن علفة، و هزموا مرة أخرى، و تلتها معركة جرجرايا (على نهر دجلة) عام 38 هـ بقيادة الأشهب بن يشر البجلي ضد جيش علي، ثم معركة أخرى على أبواب الكوفة في شهر رمضان عام 38 هـ بقيادة أبو مريم -من بني سعد تميم – و انتهت بهزيمتهم ايضا.
مقتل علي بن أبي طالب
لم يتوقف الخوارج عن كراهيتهم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه، و لما رأوا منه صبرا و جلدا، و إصرارا على وأد الفتنة و تخليص المسلمين من شرورهم، لم يجدوا امامهم سوي ان يدبروا مكيدة لقتل علي، و ليس علي فقط، بل دبروا لقتل الصحابي عمرو بن العاص، و كذلك معاوية بن أبي سفيان، و لكن عمرو و معاوية نجوا من المكيدة، و نجحوا في قتل علي بن أبي طالب، و قد قتله عبد الرحمن بن ملجم.