الزنا هي من أسوأ الجرائم التي قد يرتكبها الإنسان في ق نفسه، ولقد حرمها الله تعال وجعلها من الكبائر لما في هذه الفاحشة من آثم عظيم، لأن الله تعالى حلل لنا الزواج لحفظ الفرج، وحذر من ارتكاب الزنا بأنه سوف يلاقي أشد العذاب في الدنيا والآخرة، ولهذا سوف نتناول معكم كفارة الزنا.
جريمة الزنا
قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾[الإسراء:32]
فقد بين الله تعالى سوء هذه الفاحشة الكبيرة، لأن هذه الفاحشة تضر بالفرد وقد تجعل الفرد عرضه للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل الإيدز وغيرها، كما أنها تضر بالمجتمعات لأنه قد تتسبب في خلط الأنساب، ولهذا فقد حرمها الله تعالى وحذر مرتكبها بسوء العذاب.
كفارة الزنا
أن الزنا من كبائر الذنوب ومن ارتكب هذا الخطأ فعليه كفارة، والكفارة للزنا هي التوبة النصوحة من هذا الذنب، وإقلاع المسلم عن فعل هذا الخطأ، والندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة مرة أخرى لهذا الذنب.
قال الله تعالى في كتابه الكريم ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾[مريم:59-60]
لهذا فإن الكفارة من هذا الذنب هي التوبة النصوحة لله تعالى، ولكن الذي يمارس الزنا ولم يتب فقد جعل الله تعالى له أشد العقوبة في الدنيا والآخرة.
كما قال تعالى ﴿الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[النور:3]
وكل هذه الآيات الكريمة هي نص صريح ومباشر من الله تعالى بعد الاقتراب من هذه الكبيرة العظيمة.
عقوبة الزنا
فقد قال تعالى في كتابه الكريم ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[النور:2]
كما جاء في الشريعة الإسلامية وفي نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف أن عقوبة الزنا الرجم حتى الموت لو كان مرتكب الزنا متزوج، وقد رجم الصحابي ماعز وكذلك المرأة الغامدية.
أما الزنا لغير المتزوج فعقوبتها أن يجلد الزاني مائة جلدة ويشهد هذا طائفة من المسلمين، أما من لم يفضح في هذا الأمر فعليه بالتوبة النصوحة إلى الله تعالى وعدم تكرار هذا الفعل مرة أخرى.
شروط التوبة من الزنا
أن الزنا من الكبائر العظيمة في الدين الإسلامي فقد قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[الفرقان:68-70]
ولكن الله تعالى من رحمته الواسعة فتح باب التوبة عن أي ذنب يقوم الإنسان به، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من تاب قبل أن يغلق باب التوبة تاب الله عليه فقد قال صلى الله عليه وسلم (( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)).
والتوبة تسري على ارتكاب الزنا وغيرها من الذنوب حتى وإن كانت الشرك بالله والعياذ بالله ولكن من شروط التوبة النصوحة ما يلي:
-أن يكون المسلم مخلص في توبته لله تعالى.
-أن يقلع إقلاع تام عن ممارسة هذه الفاحشة وعدم تكرار هذا الذنب مرة أخرى.
-أن يندم ندم صريح على ما فعل وما قام به.
-أن يعزم على عدم الرجوع إلى هذا الأمر مرة أخرى.