الزنا هي كلمة المقصود منها ارتكاب ما حرمه الله عز وجل بين الرجل والمرأة بدون زواج ، و هو بمعنى أن يقوم الرجل بمجامعة المرأة من غير وجود عقد شرعي أي بدون علاقة زواج والزنا ، هو من الكبائر حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وشاء سبيلا ) أي لقد جاء تحريم الزنا وعده من الكبائر في الإسلام في القرآن الكريم بل إن الدين الإسلامي قد شرع العقوبة التي توقع على مرتكب الزنا في الدنيا وفى الأخرة فمرتكب جريمة الزنا إذا كان غير متزوج سواء كان رجلاً أو امرأة كانت العقوبة الواقعة عليه في الإسلام هي الجلد مائة جلدة و تغريبه عام طبقاً للسنة أما إذا كان مرتكب الزنا هو شخص متزوج فعقوبته في الإسلام هي الرجم حتى الموت فالدين الإسلامي قد حرص أشد الحرص على حماية الأعراض و النسل من جزء أثار جريمة الزنا من اختلاط للأنساب وتقويض للمجتمع فإن أنجبت الزانية لم يعرف نسب ابنها وبالتالي سيكون شخصاً مجهول الأب يلفظه المجتمع ويبغضه وبالتالي سيبغض إبن الزنا ذلك المجتمع الذي يرفضه ويبادله الكراهية و لذلك كان تحريم الإسلام وتغليظه لعقوبة الزنا ، ولكن على الرغم من أن الدين الإسلامي قد وضع عقوبة وحداً يطبق على مرتكب جريمة أو معصية الزنا إلا أنه كان حريصاً على دقة التحري والتأكد من ارتكابها فليس بمجرد أن يدعي شخصاً أو مجموعة من الأشخاص الزنا على أحد يقام الحد بل أن الدين الإسلامي قد اشترط ، و أوحد شروط لإقامة حد الزنا على مرتكبه فلابد أن يأتي مدعي الزنا على أحد بأربعة من الشهود واللذين لابد أن يتوافقون في رأيهم وشهادتهم على أن ذلك الشخص قد قام وارتكب جريمة الزنا فيما يقوم القاضي بالاستماع إلى شهادة كل منهم على حده وأن توافقت شهادتهم أقام القاضي الحد على مرتكب الزنا و إن اختلفت روياتهم أو شهادتهم عن بعضها لم يقم الفاضي حد الزنا فالحدود في الإسلام قد شرعها الله عز وجل من أجل أن تكون مكفرات للمعاصي وللذنوب وكوسيلة وقائية للحفاظ على المجتمع وحمايته .
أنواع الزنا
:- يوجد للزنا العديد من الأشكال ومنها :–
أولاً :- الزنا العادي :- وهو أن يزني الفرد بامرأة أجنبية عنه أي لا تحل له .
ثانياً :- الزنا بحليلة الجار :- ويعد ذلك النوع من الزنا من ابغض واحقر أنواع الزنا فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب اعظم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن تجعل لله ندا) وهو خلقك فقلت ثم أي قال صلى الله عليه وسلم (أن تزني بخليلة جارك ) رواه ابن داود.
ثالثاً :- زنا المحارم :- وهو من أشد و أفحش أنواع الزنا كزنا الأخت ، أو العمة ، أو الأم ، أو زوج الأم ، أو زوج الابنة ، ويعد أيضاً هذا النوع من الزنا من أفحش وأسوا أنواع الزنا .
الزنا المجازي :- وهو من أحد أنواع الزنا والذي يكون عبارة عن زنا الحواس مثل زنا النظر عن طريق النظر إلى ما حرم الله عز وجل أو الاستماع للزنى أو كل ما يتعلق بتحصيله وهذا النوع من أنواع الزنا تكون كفارته بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل وطلب المغفرة منه .
أثار الزنا السلبية على الفرد والمجتمع
:-
أولاً :- تعريض المجتمع لانتشار الأمراض التناسلية القاتلة ولعل ما نراه في تلك المجتمعات الغير إسلامية والتي تبيح الزنا من انتشار للأمراض التناسلية لخير دليل على ذلك مثل مرض الإيدز و غيره من الأمراض المدمرة كنتيجة للإباحية و تعدد العلاقات الجنسية بدون ضوابط .
ثانياً :– الزنا يقطع الأرحام و يضيع الأنساب ويقلل من الروابط المجتمعية بين أفراد المجتمع الواحد.
ثالثاً : – الزنا يسيء الخلق بل يعلم النفس البشرية الوقاحة والسفاهة والخيانة حيث يكون الفرد مناقضاً لشهوته ولغريزته فقط .
رابعاً :- الزنا من الذنوب التي تعرض صاحبها للإفلاس من الأعمال الصالحة يوم القيامة .
خامساً :- الزنا يعرض المحارم للوقوع في الفاحشة فكما تدين تدان .
سادساً :– الزاني يحرم نفسه من الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن .
سابعاً :- أن الزنا إذا انتشر في المجتمع فإن من نتائجه زوال النكاح الشرعي إي الزواج والقائم على شروط وحقوق ومسئوليات حيث سيتم الاكتفاء بالزنا كبديلاً عنه .