سيدنا إبراهيم هو من أولي العزم من الرسل ، و قد لُقب نبي الله إبراهيم عليه السلام بعدة أسماء ، منها : خليل الرحمن ، و أبا الأنبياء ، و قد كان والد إبراهيم كافرًا و لم يؤمن بالله حتى بعدما دعاه سيدنا إبراهيم .
نبذة عن سيدنا إبراهيم
– كان سيدنا إبراهيم حنيفًا مسلمًا و كان يتأمل في ملكوت السموات و الأرض و رفض عبادة الأصنام التي كان يعبدها أبيه و قومه ، و أخذ سيدنا إبراهيم يبحث عن الحقيقة بعيدًا عن هذا الجهل ، و قد ذكر القرآن الكريم حال سيدنا إبراهيم عليه السلام و هو يقلب نظره في ملكوت السماوات و الأرض حتى يستدل على الخالق سبحانه .
– أشار بعض المؤرخين إلى أن سيدنا إبراهيم قد ولد منطقة حران التي تُعتبر من المدن القديمة التي كانت تقع في منطقة بلاد ما بين النهرين ، و التي تقع حالياً في الجنوب الشرقي من الدولة التركية ، و البعض الآخر أشار إلى أن سيدنا إبراهيم قد ولد في بابل ، و قال بعضهم : كان مولده بالسوس من أرض الأهواز .
والد سيدنا إبراهيم
– ورد في القرآن الكريم ذكر اسم والد نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو آزر في قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الأنعام/74، وقد ورد اسم والد إبراهيم عليه السلام كذلك في السنة النبوية الشريفة و تحديداً في صحيح البخاري حيث ذكر فيه أن والد إبراهيم آزر يأتي يوم القيامة عليه الغبرة و تعلوه القترة ، فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصيني ، فيقول آزر: فالآن لا أعصيك ، فيقول إبراهيم لربه جل وعلا: ألم تعدني يا رب أنك لن تخزيني يوم يبعثون ، فيقول الله تعالى: (إني حرمت الجنة على الكافرين ).
– في بعض الكتب قد يُذكر اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام بأنه تارح أو تارخ كما جاء في التواريخ و الأنساب ، و قد تبنى هذا الرأي عدد من العلماء ، و الصحيح أن اسمه آزر لظاهر الآية الكريمة و تأييد الحديث الشريف .
– و قد ذكر القرآن الكريم محاورة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع أبيه، فقد كان إبراهيم باراً بوالده يخشى عليه ويحرص على نجاته لذلك ساءه ما كان عليه أبوه من الضلال المبين حينما اتخذ مع قومه أصناماً يعبدونها من دون الله تعالى ، فدعاه سيدنا إبراهيم لعبادة الله الواحد الأحد ، و نصح أباه بكلمات غاية في الأدب والرقة، فبين له ضلال الطريق الذي كان يسلكه .
– ورد عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أنه وَصَف صُحُفَ إبراهيم -عليه السلام- بأنها كانت كُلُّها أمثالاً ، فقد روى ابن حِبَّان في صحيحه والحاكِم وصَحَّحه عن أبي ذَر – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: (قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَتْ صُحُفُ إبْرَاهِيمَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ -؟ قَالَ: كَانَتْ أَمْثَالًا كُلُّهَا: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ لَمْ أَبْعَثك لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلَكِنِّي بَعَثْتُك لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنِّي لَا أَرُدُّهَا وَإِنْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ. وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنْ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ. وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يَكُونَ ظَاعِنًا إلَّا لِثَلَاثٍ: تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ حَافِظًا لِلِسَانِهِ وَمَنْ حَسَبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ) .