عرفت في منطقة فارس عدد كبير من الحضارات و الإمبراطوريات ، و كان على رأسها إمبراطورية بارثيا ، التي عرفت في منطقة شمال شرق إيران المعاصرة ، و ضمت عدة مناطق منها أجزاء من سوريا و تركيا و أرمينيا و أفغانستان و غيرها .
أصل البارثيون
– بدأ تاريخ البارثيون بأصل غامض ، نتج عن قلة المصادر المتعلقة به ، و لكن من المرجح أن هذه الإمبارطورية نتجت عن حملة شنتها عدة مناطق ، و احتلت مدينة دجلة في عام 141 ق . م ، بعدها تعززت سيادة الدولة البارثية على مناطق بابل و بعدهم السلجوقيين ، و شهدت إمبراطوريتهم العديد من العلاقات السياسية الناجحة مع مختلف الإمبارطوريات وقتها ، فتحالفوا مع الرومان على سبيل المثال .
– مرت الإمبراطورية بعدة مراحل من الضعف و الاضطراب ، و هذا أمر طبيعي و معتاد لمختلف الثقافات و الحضارات ، و التي نتجت عن بعض الصراعات الداخلية .
– تمكنت الإمبراطورية البارثية من التمدد من منطقة غرب الفرات و حتى شرق الهند ، فضلا عن عدة مناطق في آسيا الوسطى ، و ضموا العديد من التقاليد اليونانية القديمة و التقاليد الإيرانية ، و التي تحتكم في كل تفاصيل الحياة السياسية و الاجتماعية ، أما عن اللغة فقد عرفت لغتهم باسم اللغة البهلوية ، و كان لهم تقويم سنوي خاص ، و عرفوا بتسامحهم مع كافة الأديان .
الإمبراطورية البارثية
– كان مؤسس هذه الإمبراطورية زعيم يدعى أرساسيس ، ذلك الرجل الذي تمكن من إنشاء أسرة مالكة ، عملت على حماية البارثيين ، و تمكنت من ضم عدد من المناطق للمملكة ، كما أن حكامها احتفظوا بالنظام الإداري الذي سبقهم ، و عملوا على تطويره و عملوا على تقسيم الدولة إلى عدة مناطق للحكم ، و هي منطقة هكتومبيلس و إكبتانا و قطشفونة ، و يتم التواجد في هذه المناطق تبعا لفصول السنة .
– عرفت هذه الإمبراطورية نظام إداري جيد ، و لكنهم قاموا بإدخال النظام الإقطاعي الذي تعرفوا عليه من الدولة الإخمينية ، كذلك عرفوا تجارة الرقيق و صناعة الخمر ، و قاموا بالعديد من الرحلات التجارية البحرية ، و سيطروا على طرق البحر الأحمر .
علاقتهم بروما
– شهدت المملكة مرحلة من الضعف ، و كانت نتيجة هذه المرحلة محاول ملك أرمينيا السيطرة على أراضيهم ، و لكن هذا الملك لم يتمكن من ذلك – بسبب تحالفهم مع الرومان ، و بعد ذلك مرت المملكة بمرحلة اضطراب تالية ، نتيجة ضعف الأسرة الحاكمة و انعكس ذلك على استقلال عدة أماكن عن الدولة البارثية ، و هنا دب النزاع بين الدولة البارثية و روما ، و بشكل خاص عندما تخلى الإمبراطور هادريان عن هذه الدولة .
– بعد ذلك قام الرومان بالهجوم على البارثيين في منطقة أرمينيا ، و قاموا بالاستيلاء على عدة أماكن منها سلوقية و غيرها ، و هنا ظهرت بوادر نهاية الدولة البارثية ، حيث دب الضعف في أرجائها .
– قامت العديد من الحملات من الجانب اليوناني و الروماني إلى بارثيا ، و التي كانت نتيجتها تدمير هذه الإمبراطورية .
انهيار الإمبراطورية البارثية
في عام 209 ميلاديا توفى الملك فلوجاسس الرابع ، و تنازع أولاده على الحكم ، إلى أن فاز ابنه ارتبانس بالحكم ، ذلك الملك الذي تمكن من استكمال النزاع مع الرومان ، و هزمهم في موقعة نزيب ، و بعد ذلك استمر النزاع بين إمبراطورية بارثيا و الإمبراطورية الرومانية ، لمدة دامت إلى ثلاث قرون و انتهت بفوز البارثيين ، و لكنه فوز غير حاسم ، و ذلك لأن الرومان كانوا قد تشعبوا في العديد من مناطق الدولة البارثية ، و بالفعل تمكن الرومان فيما بعد من القضاء على الدولة البارثية ، التي خلفت عدد كبير من الآثار الرائعة ، و منها عدد من المعابد و قلعة مميزة ، و كذلك قبور متفرقة و غيرها من الأعمال الفنية الرائعة .