العشر الأواخر من رمضان لها فضل كبير وبركات كثيرة، وحريٌ بكل مسلم أن يغتنمها أسوةً عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ الذي كان إذا دخلت عليه العشر الأواخر من رمضان إعتزل نساءه وشد مئزره، وأحيا ليله بالصلاة وقراءة القرآن والتدبر فيه، واجتهد بكل ما أوتي من قوة ليغتنم فضل الأيام المباركة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”. ومعنى (شد المئزر) أي: إعتزل النساء (رواه مسلم في صحيحه)، وكان النبي يوقظ أهله في تلك الليالي؛ ليتقربوا إلى الله وينالوا من رحمات الله وبركاته، وهكذا سار الصحابة والسلف الصالح على نهج النبي الكريم.
خصائص العشر الأواخر من رمضان
- ليلة القدر: هذه الليلة هي خير من ألف شهر؛ فالعبادة فيها لها فضل كثير وخير عظيم وهذا فضل عظيم لمن يناله، كما جاء في قوله تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5). (سورة القدر، الآيات 1،5).
- نزول القرآن الكريم: وبالتحديد في ليلة القدر، وفق قول الله العليم:” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) صدق الله العظيم.
- الإعتكاف: وهو لزوم المسجد للتفرغ للطاعة والانقطاع عن الناس مرضاةً لله، وطلبًا لإدراك ليلة القدر، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر حتى توفاه الله، وقد ثبت الاعتكاف في القرآن الكريم حيث قال تعالى: “وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” صدق الله العظيم (سورة البقرة، الآية 187).
الدعاء في العشر الأواخر من رمضان
الدعاء من أهم العبادات وأقربها إلى الله سبحانه وتعالى؛ حيث يقول الله عز وجل: “﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ (سورة غافر، الآية 60) ففي الدعاء إظهار العبودية لله تعالى، والافتقار إليه والرغبة في غفرانه.
آداب الدعاء
- يجب على المسلم أن يخلص بدعائه لله وحده.
- يستحب أن يبدأ المسلم دعائه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.
- يستحب إستقبال القبلة أثناء الدعاء.
- يستحب الطهارة أثناء الدعاء.
- يستحب تحري وإختيار أوقات الإجابة، ومنها عند الأذان والإقامة ودبر الصلوات المكتوبة، وليالي العشر الأواخر من رمضان.
دعاء العشر الأواخر من رمضان
- عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) صحيح الترمذي.
- اللهم إنا نسألك يا ربنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا، نسألك يا ربنا من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك يا ربنا من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
- اللهم يا قاضي الحاجات ويا مجيب الدعوات، إقض حوائجنا وحوائج السائلين.
- اللهم يا من أنزلت القرآن الكريم في ليلة القدر، أكرمنا في هذه الليلة المباركة، وأجرنا من النار في هذه الليلة المباركة، وانصرنا على القوم الكافرين.
- نسألك يا ربنا العفو والعافية في الدين والدنيا يا غفور يا رحيم.
- اللهم تقبّل صلاتنا وصيامنا، وقيامنا، ودعاءنا، وسائر أعمالنا، وبلّغنا يا ربنا برحمتك ليلة القدر.
- اللّهم اجعلنا من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا من الذين تُسلّم عليهم الملائكة، اللهم تقبل وأعنّا وأكرمنا ولا تهنّا.
- اللهم إني أسألك حسن الصلاة والصيام، وحسن الختام، ولا تجعلنا من الخاسرين في رمضان، واجعلنا ممن تدركهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
- اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، وما علمنا منه، وما لم نعلم، ونعوذ بك يا ربنا من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
- اللـهم اغسلني فيه من الذنوب، وطهرني فيه من العيوب، وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب، يا مقيل عثرات المذنبين.
- اللهم إني أسألك بفضل ليلة القدر، وأنوارها وبركاتها، أن تقضي حاجاتي، فاللهم إن كانت هذه هي ليلة القدر فإقسم لي الخير فيها، واختم لي من فضائلك، اللهم إجعلني مع الشهداء، يا أرحم الراحمين يا الله.
- اللهم يا غنى يا حميد، أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك وجودك وكرمك عمن سواك.