يجب أن يسعى الإنسان في كافة الأشياء التي يقوم بها إلى كف الأذى عن نفسه وعن الآخرين، فلابد ألا يسعى إلى إيقاع شخص ما في وطأة الشر، لأن كثير من الأفراد تلجأ إلى أذى الغير وذلك عن طريق الضرب أو القتل أو التعذيب، وهذا هو الأذى المادي، ويختلف عن الأذى المعنوي والذي يكون عن طريق الكلام أو القول كالغيبة والنميمة، كأن يقوم فرد ما بتشويه سمعة الآخرين، فلابد أن يقي الإنسان نفسه أولا من الأذى لأن عواقبه صعبة وخيمة، ويجب أن يتذكر المسلم أن المسلم الحق هو من سلم لسانه ويده.
أمثال وعبر عن الأذى
الأذى صفة تتواجد لدى الحيوانات لأن خلق الله سبحانه وتعالى خلق الحيوان بدون عقل من أجل أن يقوم بالدفاع عن نفسه يؤذي الآخرين من أجل الحصول على الطعام والشراب، ولكن عندما يلجأ الإنسان إلى ذلك وقد ميزه الله سبحانه وتعالى بالعقل عن غيره، ينسى ذلك ويصبح في منزلة البهائم، فلابد أن يعقل الفرد جيدًا أن كف الأذى من كمال العقل، وأن الأذى له أنواع كثيرة وعديدة من بينها أذى النفس، أذى الغير باللسان، أذى المجتمع والبيئة.
يجب على المسلم أن يقتدي بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذي تعرض كثيرًا في حياته للأذى من قبل الكفار، عندما قالوا عنه ساحر ومجنون وسخروا منه على الرغم من علمهم بأنه حق، وعندما صفعه عمه أبو لهب على وجهه أمام أهل قريش، وعندما حاول الكفار أن يخنقوه عندما كان يصلي إلا أن أبا بكر أنقذه من أيديهم، وقال : أتقتلون رجلًا يقول ربي الله.
عبارات عن الأذى
يكون الأذى بالعديد من الطرق فالبصق في الشوارع أذى لأن الرياح تنقل الأتربة إلى مكان آخر وتصيب شخص سليم، ومن بين الأمثال والعبر التي قيلت عن الأذى ما يلي :
- لايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.
- الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى لكنه لا يرتكبه.
- يروم أذى الأحرار كل ملأم وينطق بالعوراء من كان معورا.
- ولربما ابتسم الوقور من الأذى وفؤاده من حِرِّهِ يَتَأوَّه.
- صُن لسانك عن الأذى وحاول ما استطعت أن تتعظ بما يُصادفك من العبر
- الصبر الجميل لا شكوى فيه والصفح الجميل لا أذى فيه والهجر الجميل لا عتاب فيه
- لا تحرق أصابعك بإطفاء شمعة غيرك.
المقصود بكف الأذى في الإسلام
لا تقتصر عبادة الله سبحانه وتعالى على إقامة الشعائر من الصلاة والصوم والزكاة فقط، حيث أن كف الأذى عن الآخرين يُعد شيء أساسي لعبادة الله سبحانه وتعالى، لأن الدين الإسلامي ينهي عن الأذى لبعضنا البعض، لأنه يعقبه الحقد والكراهية وإثارة البلبلة، ولذلك فأن كف الأذى من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى.
آيات وأحاديث عن كف الأذى
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا).
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).
قوله تعالى: (قَوْلٌ َّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيم).
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنـه قـال: (لا يتناجى اثنان دون واحد، فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذَى المؤمن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذِ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفَه).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسْلِمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فَرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً سترة الله يوم القيامة”.