تُعد مادة الحديث الشريف من أهم المواد الدراسية في التربية الإسلامية، فهي تتناول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
اهداف تدريس مادة الحديث
تتعدد أهداف تدريس مادة الحديث الشريف، ومنها:
- معرفة الأحاديث النبوية الشريفة: من أهم أهداف تدريس مادة الحديث الشريف هو تعريف الطلاب بالأحاديث النبوية الشريفة، وفهم معانيها ودلالاتها، والقدرة على حفظها ومراجعتها.
- فهم السنة النبوية الشريفة: يهدف تدريس مادة الحديث الشريف إلى فهم السنة النبوية الشريفة، ومعرفة ما فيها من أحكام وقواعد وأخلاقيات.
- الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم: يهدف تدريس مادة الحديث الشريف إلى غرس حب الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس الطلاب، وحثهم على الاقتداء به في أقواله وأفعاله.
- تنمية المهارات اللغوية لدى الطلاب: يساهم تدريس مادة الحديث الشريف في تنمية المهارات اللغوية لدى الطلاب، وذلك من خلال التعرف على المصطلحات والقواعد اللغوية المستخدمة في الأحاديث النبوية الشريفة.
- تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب: يساهم تدريس مادة الحديث الشريف في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب، وذلك من خلال تدريبهم على تحليل الأحاديث النبوية الشريفة وفهمها وتفسيرها.
اقوال العلماء في اهمية تدريس علم الحديث
– قال العلّامة ابنُ الصّلاح: (وَإِنَّ عِلمَ الحَدِيثِ مِن أَفضَلِ العُلُومِ الفَاضِلَةِ، وَأَنفَعِ الفُنُونِ النَّافِعَةِ، يُحِبُّهُ ذُكُورُ الرِّجَالِ وَفُحُولَتُهُم، وَيُعنَى بِهِ مُحَقِّقُو العُلَمَاءِ وَكَمَلَتُهُم، وَلَا يَكرَهُهُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رُذَالَتُهُمْ وَسَفَلَتُهُم؛ وَهُوَ مِنْ أَكْثَرِ الْعُلُومِ تَوَلُّجاً فِي فُنُونِهَا، لَا سِيَّمَا الفِقهُ الَّذِي هُوَ إِنسَانُ عُيُونِهَا).
– ويقول الإمام الحافظ بنُ حجر العسقلاني: (وَإِنَّمَا صَارَ أَكثَرَ، لِاحتِيَاجِ كُلٍّ مِنَ العُلُومِ الثَّلَاثَةِ إِلَيهِ، أَمَّا الحَدِيثُ فَظَاهِرٌ، وَأَمَّا التَّفسِيرُ، فَإِنَّ أَولَى مَا فُسِّرَ بِهِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى مَا ثَبَتَ عَن نَبِيِّهِ صلّى الله عليه وسلّم، وَيَحتَاجُ النَّاظِرُ فِي ذَلِكَ إِلَى مَعرِفَةِ مَا ثَبَتَ مِمَّا لَم يَثبُت).
– ونقل عن الإمام الحافظ العراقيّ رحمه الله، أنّه قال: (فَعِلمُ الحَدِيثِ خَطِيرٌ وَقعُهُ، كَثِيرٌ نَفعُهُ، عَلَيهِ مَدَارُ أَكثَرِ الأحكَامِ، وَبِهِ يُعرَفُ الحَلَالُ وَالحَرَامُ، وَلِأَهلِهِ اصطِلَاحٌ لَا بُدَّ لِلطَّالِبِ مِن فَهمِهِ، فَلِهَذَا نُدِبَ إِلَى تَقدِيمِ العِنَايَةِ بِكِتَابٍ فِي عِلمِهِ).
اقسام الحديث
علماء الحديث قاموا بتقسيم الحديث لقسمين اساسيين وهما:ـ
علم الحديث رواية
وهو يتضمن كل ما ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم، سواء من فعل او قول او صفة خلقية او خلقية او تقرير وذلك من جانب تحرير الالفاظ او ضبط الكلمات وكذلك كيفية الرواية عن النبي صل الله عليه وسلم، وايضا علم حديث الرواية يبحث في سند الحديث ومعرفة حاله وكذلك معاني الفاظه وشروحه.
علم الحديث دراية
وهو يطلق عليه علم مصطلح الحديث او علوم الحديث او علم اصول الحديث، وهو يعني المعرفة بالأسس التي من خلالها يتم معرفة احوال سند الحديث وكذلك متنه ومن علم دراية الحديث يصل العالم لدرجة الحديث من حيث الرد او القبول .
فمن هذه نجد ان الباحث في العلوم الشرعية يوصل لمعرفة الاحاديث المردودة بوجه عام، وذلك من خلال وضع قواعد عامة لكي يتم معرفة الحديث المردود او المقبول، ولكن علم الرواية فهو يقوم بالبحث في حديث معين وذلك بتطبيق علم الدراية عليه.
طرق تدريس الحديث النبوي
وفيما يلي بعض الوسائل والأساليب التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف تدريس مادة الحديث الشريف:
- الشرح والمناقشة: تعد الشرح والمناقشة من أهم وسائل تدريس مادة الحديث الشريف، حيث يمكن للمعلم شرح الأحاديث النبوية الشريفة للطلاب، ومناقشتهم حول معانيها ودلالاتها.
- التدريب على حفظ الأحاديث النبوية الشريفة: يمكن للمعلم تدريب الطلاب على حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك باستخدام طرق ووسائل مختلفة، مثل استخدام السبورة والدفتر أو الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة.
- الرحلات الميدانية: يمكن للمعلم تنظيم رحلات ميدانية للطلاب إلى المساجد والمتاحف الإسلامية، وذلك بهدف التعرف على الأحاديث النبوية الشريفة وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
- استخدام الأنشطة والألعاب التعليمية: يمكن للمعلم استخدام الأنشطة والألعاب التعليمية في تدريس مادة الحديث الشريف، وذلك بهدف إثارة اهتمام الطلاب وتحفيزهم على التعلم.