الشتاء هو أبرد فصل من السنة في المناخ القطبي وكذلك المناخ المعتدل، ويأتي بين الخريف والربيع. وينتج فصل الشتاء عن ميلان محور الأرض في نصف الأرض الموجه بعيداً عن الشمس. ويبدأ هذا الفصل من 22 ديسمبر إلى 20 مارس في نصف الأرض الشمالي، كما تعتمد عدة ثقافات تواريخ مختلفة لبداية الشتاء، وبعضها يستعمل تعريفا مبنيا على الطقس. وعندما يكون الشتاء في نصف الكرة الشمالي يكون الصيف في نصف الأرض الجنوبي، والعكس صحيح. وفي عدة مناطق يرتبط فصل الشتاء بالثلوج ودرجات الحرارة المتجمدة. يكون الانقلاب الشتوي عندما ينعدم ارتفاع الشمس في القطب الشمالي أو القطب الجنوبي (قياسا من القطب تكون الشمس تحت خط الأفق)، ما يعني أن ذلك اليوم فيه يكون أقصر نهار وأطول ليل. ويدوم فصل الشتاء 93 يوماً في النصف الشمالي، و89 يوماً في النصف الجنوبي.
دعاء البرد
يجتهد العلماء والأخيار دائمًا في الوصول إلى صيغ مناسبة للدعاء ، على الرغم من أن الدعاء أمر متاح للجميع بأية صيغة مناسبة بشرط أن تكون عن يقين وثقة في قدرة الله تعالى ، ومن الصيغ الشهيرة التي تقال كدعاء للبرد :
“اللهم فى هذا البرد القارس ، نستودعك كل من لا مأوى له ، وكل من لا لباس له ، وكل من لا دفء له ، وكل من لا معيل له ، وكل مبتلى وكل مفقود وكل مريض وكل جريح وكل أسير ، اللهم نستودعك كل من يتألم وكل من يسألك الستر والعافية فى الدنيا والآخرة ، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين”
“اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغنى ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين ، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك ، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”.
سنن النبي في البرد
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بفعل بعض العادات ويحث عليها المسلمين في بعض الأوقات ، ومنها وقت البرد الشديد ؛ حيث ورد في صحيح البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ “كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلَاةِ وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلَاةِ” ، وقد ذُكر عن التبكير أنه بمعنى صلاة الظهر في أول وقتها ، وقد ورد عن الترمذي أنه قال في سبب هذا “لأنَّ المقصود من الصلاة الخشوع والحضور ، وشدّة البرد والحر مما يشغل المصلي”.
ومما ورد أيضًا في السُنة النبوية الحث على إسباغ الوضوء في المكاره بمعنى إتمام الوضوء في الأوقات الصعبة والقاسية مثل شدة البرد ؛ حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ” ، وقد حثّ النبي على الصوم في الشتاء في قوله صلى الله عليه وسلم “الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ” ؛ حيث أن الصيام يكون يسير نظرًا لعدم حاجة الصائم للماء بشدة.
وقد أوضح النبي الكريم ما تعنيه شدة البرد في قوله صلى الله عليه وسلم “اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهْوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ” ، ولذلك وجب الاستعاذة من شدة البرد ، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول في وصيته إذا حضر الشتاء “إنّ الشتاء قد حضر ، وهو عدو ، فتأهَّبوا له أُهبته من الصوف والخفاف والجوارب ، واتخذوا الصوف شعارًا ( وهي ما يلي البدن) ودثارًا (الملابس الخارجية) ؛ فإنَّ البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه”.
حديث ضعيف عن الدعاء في شدة البرد
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يُذكر أنه ضعيف الإسناد ، والحديث هو “إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ ،
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، قَالُوا : مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ”.