يعتبر الحديث الشريف واحد من اهم أصول الدين الاسلامي، وهو أيضا واحد من اهم المصادر التشريعية بعد القرآن الكريم، فالقرآن الكريم هو كلام الله جل وعلى والذي انزله على نبيه وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جائه الوحي عن طريق سيدنا جبريل عليه السلام، ويعتبر القرآن الكريم هو من المعجزات الخالدة التي ستظل موجودة حتى قيام الساعة، والفرع الثاني هو السنة النبوية والأحاديث الشريفة، فقد اهتم المسلمون على مر التاريخ بفهم وجمع الاحاديث النبوية الصحيحة، وعملوا على فهمها وحفظها حتى انه اصبح هناك علم يعرف باسم علم الحديث.

ما هو علم الحديث

ان الحديث الشريف من الممكن ان نقوم بتعريفه ونقول انه هو كل ما ورد عن النبي محد صلى الله عليه وسلم، من قول ومن فعل او حتى تقرير، او بعض الصفات الخلقية، ولكن بشكل عام فان علم الحديث هو العلم المتخصص في معرفة أصل الأحاديث النبوية الشريفة، ويقومون بحفظه وتدوينه وضبط مصادر الحديث، ويكون ذلك من حيث السند، ويعتمد عادة على عدة رواة قاموا نبقل الأحاديث الشريفة الينا على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ان علم الحديث تتفرع منه عدة علوم، ولكنها تنصب جميعها في فهم الحديث وحفظه وأيضا معرفة درجته، ونجد ان هناك علم يختص بدراسة درجات الحديث وأيضا مصطلح الحديث وأيضا علم الطبقات، او حتى الذي يعرف باسم علم ترجمة الرجال، وهو الذي يبني عليه علم الجرح والتعديل.

وبناء على كل العلوم التي تم ذكرها فان في ذلك الوقت يصبح الحكم على الحديث متاح من ناحية الضعف وأيضا الصحة وغيرها من الدرجات المختلفة في علم الحديث والتي قام عدد كبير من العلماء بتصنيفها، وواحدة من اهم الطرق التي يتم من خلالها تصنيف ما تم ذكره في الحديث هي دراسة السند، وهو الذي يحتوي على الرجال الذين روا الحديث، ونجد ان هؤلاء الرجال عادة ما يخضعون الى ميزان الطبقات، وهو ذلك الميزان الذي قام بوضعه عدد كبير من العلماء في مجال سير الرجال، وأيضا تراجمهم، وواحد من هؤلاء العلماء هو ابن حجر العسقلاني مثلا، وأيضا ابن سعد، وغيرهم من العلماء رحمة الله عليهم، حيث نجد ان بعض هؤلاء الرواة لهم القدرة الكبيرة في حفظ الحديث، ولديهم من الورع والتقوى باع كبير، ولتك الأشياء من اهم ما يشهد لهم، وهي أيضا من الأشياء التي تعرف عنهم من خلال دراسة السيرة الخاصة بهم، ويتم وضع هؤلاء الرواة في ادق ميزان لتمحيص الرجال، فمن ورد في حقه شبهة واحدة فقط رده العلماء المتخصصون في الحديث ولم يأخذوا به، ولكن كل على حسب معرفته والله تعالى اعلم.

ولكن الرجال المشهود لهم بالحفظ وأيضا بالثقة والدقة في نقل الحديث والصدق فيه وأيضا الامانة، وهم يكونوا اهل ثقة للرواية، ويعتبروا من العدول الاخيار، وذلك هو التعديل، ولكن الرجال الذين اشتهروا بقلة الحفظ وكثرة النسيان او حتى قلة التدقيق في عملية النقل، او يشوبهم أي من الكذب او التدليس، فعادة ما يكون هؤلاء الرجال مجروحون في الرواية، وهم الذين لا يقبل منهم أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم او حتى أي كلام، ويكون كلامهم مجروح، ومن هنا ظهر لنا معنى الجرح والتعديل، وهو واحد من اساسيات علم الحديث، والذي يبنى عليه معرفة الحديث وأيضا معرفة مصطلحه ودرجاته.

ما هي أنواع الحديث النبوي

ان الأحاديث النبوية يتم تقسيمها من حيث القبول والرد عند المحدثين الى قسمين أساسيين وهما.

1_ الحديث النبوي المقبول، وهو أحد أنواع الحديث النبوي الشريف والذي بدوره أيضا ينقسم الى أربعة أنواع هما.

أ_ الحديث الصحيح لذاته، وهو ذلك الحديث الشريف الذي اتصل سنده بنقل العدل التام، وأيضا الضابط عن مثله، من اول السند حتى اخر السند، وهو له شرطان اساسيان اولهم ان يخلوا الحديث من الشذوذ والثاني ان يكون خالي من أي علة.

ب_ الحديث الصحيح لغيره، وهو ذلك الحديث الذي اجتمع فيه كل شروط الحديث الحسن لذاته، ولكن هنا يكونوا رواده اقل ضبط من رواة الحديث الصحيح لذاته، ولكنه ينجبر بتعدد الطرق التي روي بها الحديث النبوي الشريف.

ج_ الحديث الصحيح لذاته، وهو ذلك الحديث الذي اجتمعت فيه شروط الحديث الصحيح لذاته ولكن راويه خف ضبطه، ولكن لا يوجد ما يجبر ذلك القصور.

د_ الحديث الحسن لغيره، وهو الحديث الشريف الذي ينجبر ضعفه بتعدد الطرق لروايته حتى ترجح قبوله.

2_ الحديث النبوي الضعيف، وهو أيضا ينقسم الى عدة اقسام منها، الحديث الضعيف بسبب فقد العدالة والضبط، والحديث الضعيف بسبب فقد الاتصال، والحديث الضعيف بسبب وجود بعض الشذوذ فيه او العلل، والحديث الموضوع والختلق وأيضا الاحاديث المكذوبة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر من اسوا أنواع الاحاديث الضعيفة.