المغيرة زياد أو زياد ابن أبيه قائد عسكري في عهد الخلافة الأموية [620م – 673م]، اختلف العرب في نسبه فأطلقوا عليه زيد ابن أبيه،  اعترف بنسبه أبو سفيان ولكن لم يدعوه لاسمه، وقد اعترف به معاوية في خلافته، وأصبح اسمه زياد بن أبي سفيان، وهو صاحب الخطبة الشهيرة البتراء، ولاه معاوية البصرة والكوفة وظل بها حتى توفى.

أبو موسى الأشعري، كان زياد فارسًا شجاعًا، سديد الرأي مما جعل الخليفة عمر بن الخطاب يوكل إليه الكثير من المهام في الجيش والإدارة.

أبو سفيان وزياد ابن أبيه:
عانى زياد من انتقاص شديد طوال حياته وذلك نتيجة لجهل نسبه وعدم معرفة أبيه، ولكنه حاول تعويض هذا الانتقاص من خلال ثقل موهبته والحرص على التفوق فيمن حوله حتى أن عمرو بن العاص قال فيه: “لو كان والد هذا الفتى قرشيًا لساق الناس بعصاه” وقد رد عليه أبو سفيان: “ويحك أنا والده”، وقد توقف الحديث عند رد أبو سفيان.

وهناك رواية أخرى يعترف فيها أبو سفيان ببنوة زياد، وهي: أن زياد اشتهر بقدرته على القص والرواية بشكل ممتع وشيق وأثناء قيامه برواية أحداث إحدى معارك وانتصارات المسلمين أعجب به جميع الحاضرين وكان من بينهم علي ابن أبي طالب، وأبو سفيان، وبعد انتهاء زياد من القصص والحكايات قال أبو سفيان لعلي ابن أبي طالب: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ فقال علي: نعم، قال أبو سفيان: انه ابن عمك، قال علي: كيف، قال أبو سفيان: أنا والده، قال علي: وما منعك أن تدعوه، فقال أبو سفيان: أخشى عمر بن الخطاب.

نشاطه السياسي:
استطاع زياد ابن أبيه التدرج في العديد من المناصب الإدارية والسياسية وذلك بفضل خبرته وموهبته الشديد، مما جعل الكثير من الخلفاء يعتمدون عليه في الكثير من المهمات السياسية، فقد ولاه الخليفة علي ابن أبي طالب على فارس، فقام بأداء واجبه على أكمل وجه، وذلك حتى توفى علي ابن أبي طالب، وبعد وفاة الخليفة علي ابن أبي طالب تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وبعث برسالة تهديدية إلى زياد ابن أبيه يختبر فيها موقفه من الحسن ابن علي، فقام زياد بالرد على الرسالة بأسلوب شديد اللهجة جعل معاوية يتراجع عن أسلوبه معه وجعل يسترضيه حتى يتعاون معه، وجعل يعده بالاعتراف بنسبه وأخوته وإعطاؤه نصيبه من الإرث، مما جعل يزيد يقبل على مساعدة معاوية، الذي استعان به على ولاية كل من البصرة والكوفة، وظل واليًا لها حتى توفى في عام 673م.

البتراء:
هي إحدى الخطب التي ألقاها زياد وإن كانت أشهرهم لما فيها من روائع الكلام وبديع الحكم، وسميت البتراء بذلك الاسم لأن زياد لم يحمد الله ويثني عليه في أولها، وإليك عزيزي القارئ جزء منها:
أما بعد: فإن الجهالة الجهلاء، والضلالة العـمياء، والغي الموفي بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور التي يشب فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير!، كأنكم لم تقرؤوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته!، قربتم القرابة وبعدتم الدين، كل امرئ منكم يذب عن سفيهه صنع من لا يخاف عاقبة ولا يرجو معاداً، ما أنتم بالحلماء، وقد اتبعتم السفهاء!، حرام علي الطعام والشراب، حتى أُسويها بالأرض هدماً وإحراقاً…. إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : “أنج سعد، فقد هلك سعيد.” أو تستقيم قناتكم.