التاريخ الإسلامي يوجد فيه الكثير جداً من الشخصيات الهامة و على وجه أخص الشخصيات العسكرية التي كان لها دور هام جداً في الفتوحات الإسلامية ، و نحن اليوم سوف نتكلم عن واحد من أهم هذه الشخصيات و هو القائد العسكري العظيم طارق بن زياد .
من هو طارق بن زياد : هو قائد عسكري مسلم ، و هو الذي قاد الفتح الإسلامي إلى شبه الجزيرة الأيبيرية ” الفتح الإسلامي للأندلس ” من عام (711 إلى عام 718 ) و لقد قاد هذا الفتح بأمر من موسى بن نصير الذي كان يتولى أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ، كما أنه أيضاً ينسب إلى القائد طارق بن زياد أنه من قام بإنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا ، و أيضاً يُنسب إليه جبل طارق .
أصول طارق بن زياد : لقد أختلف الكثير حول أصول طارق بن زياد فهناك من قال أنه عربي من قبائل الصدف في حضرموت و هناك من قال أنه من المحتمل أن يكون عبداً عربياً مُعتقاً ، و هناك من قال أنه أفريقي بربري ، و هناك من قال أنه فارسي من هَمِدان و هي مدينة إيرانية ، و لكن موسعة كامبريدج الإسلامية رجحت أنه من أصول عربية .
بداية أسلام طارق بن زياد : لقد أسلم طارق بن زياد على يد موسى بن نصير ، و تعلم حفظ كتاب الله و علوم القرآن و الفقه في الدين .
بداياته العسكرية : كان طارق بن زياد فارساً مغواراً ، و قائد عسكري محنكاً ، و كان مولى من موسى بن والي إفريقية و قاد الجيش حتى وصل إلى المجاهدون بقيادته إلى طنجة في أقصى بلاد المغرب (مراكش) ، و بعد مقتل زهير بن قيس البلوي في طبرق ، قام الوالي موسى بن نصير بتعينه أميراً على برقة (و هي الجزء الشرقي من ليبيا الحالية ) ، و لم يظل طارق بن زياد في المنصب كثيراً .. إذا سرعان ما تم اختياره إلى قيادة جيش موسى بن نصير .
جبل طارق : ظل طارق بن زياد يجمع الجيوش و يتتبع الأخبار ، و يرسل العيون ، حتى وجد الفرصة إلى دخول الأندلس ، و أخذ الأذن من موسى بن نصير بفتحها ، و توجه المسلمون بقيادة طارق بن زياد إلى جبل طارق ، و قضى على المقاومة التي تصدت له ، و قام بفتح حصن قرطاجنة الذي كان في فسح هذا الجبل ، و بدأ طارق بن زياد ببسط سلطانه على الأماكن المجاورة إلى جبل طارق .
نهاية طارق بن زياد : بعد أن حقق طارق بن زياد الكثير جداً من النجاح و البطولات العسكرية جاءت نهاية البطل و القائد طارق بن زياد و سوف نقص عليكم الآن كيف كانت هذه النهاية ، في عام (95هـ) و بعد أن قام بفتح الكثير من مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية ، جاء قرار بعزل كلاً من طارق بن زياد و موسى بن نصير ، حيث أنه بعد أن تولى سليمان بن عبد المالك الخلافة ، قام على الفور ، بعزل موسى بن نصير و أولاده ، و قام أيضاً بقتل ابنه عبد العزيز بن موسى الذي شارك في فتح الأندلس ، أما عن طارق بن زياد لم يعلم عنه أحد شيء حتى توفى في عام ” 720م ” و تضاربت الروايات حول وفاته حيث قال البعض أنه لم يعلم عنه احد بعد وصوله إلى الشام حيث أنه قرر عن يبتعد عن الحياة العسكرية و عن كل شيء ، و يمضي أيامه المتبقية في العبادة و التقرب من الله أكثر ، و يقول البعض الأخر أنه مات فقيراً جداً و لا يجد قوت يومه .