وهي مجموعة من الخصائص والمميزات التي حباه الله بها وكان لها التأثير الأكبر على دعوته بين أهله وعشيرته، ومنها نسبه الشريف وصدقه وأمانته، وتنزهه عن فعل الآثام ، وولادته يتيمًا وحبه للخلوة وغيرها من الصفات الإنسانية والبشرية والتي تدل على حسن النشأة والرعاية التي كفلها الله له لتكون سبيلًا ممهدًا لما يخرج به على الناس من أمر الدعوة الإسلامية، وهذه الخصائص هي:

أولاً: ولادته في أشرف بيوت العرب نسبًا:
1. هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

2. ولد رسول الله صل الله عليه وسلم في أشرف بيت من بيوت العرب نسبًا، قال صل الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».

3. حظى رسول الله صل الله عليه وسلم بمكانة اجتماعية مرموقة خاصة في مكة قبل ظهور الإسلام، فقد علت فريش على العرب بالشرف والسؤدد، وحماية البيت، وتميز بنو هاشم بتقدمهم على قريش، وكان أشهر بني هاشم هو عبدالمطلب جد رسول الله.

ثانيًا: ولادته يتيمًا:
مات عنه أبوه وهو ما زال في رحم أمه، وما لبث إلا سنوات قليلة حتى توفت عنه أمه وهو في عمر ست سنوات، قضى أغلبها بعيدًا عنها مع مرضعته من بني سعد، حليمة السعدية.

ثالثًا: نشأة البادية والصحراء:
وذلك بأن أمضى أولى فترات حياته أربع سنوات بين يدي مربيته ومرضعته حليمة السعدية وكانت هذه عادة العرب وهي إرسال أبنائهم إلى البادية للرضاعة ليتعودوا على حياة البادية القاسية مما يكسبهم قوة وصلابة وخشونة.

رابعًا: رعايته للغنم:
فقد كان صل الله عليه وسلم يأخذ أغنام الناس بمكة وينطلق بها يطلب مواضع الرعي ومنابت الشجر حول مكة سهلًا وجبلًا، قال صل الله عليه وسلم عن ذلك: «ما من نبي إلا وقد رعى الغنم، ولقد رعيت الغنم على قراريط لأهل مكة».

خامسًا: رجاحة عقله:
وهو ما أهله لدور القائد والداعية والذي كان يتطلب مؤهلات وقدرات عقلية فائقة الذكاء، وهو ما ظهر عليه في سن مبكر حين حدثت خلافات كبيرة بين زعماء قريش عند تجديد بناء الكعبة، وقد وصلت هذه الخلافات مبلغها على من ينال شرف حمل الحجر الأسود ووضعه مكانه، وحينما اتفقوا على أن يحكم بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة، وعندما دخل محمد بن عبدالمطلب، قالوا: أتاكم الأمين، فأمر محمد صلوات الله وسلامه عليه بأن يحضر ثوب ووضع الحجر في وسطه، وأمرهم وكانوا أربع قبائل أن يرفعوه جميعًا، إلى مكانه، ثم أخذه رسول الله ووضعه في مكانه من البناء، وارتضوا جميعًا لحكمه، لما علموا من رجاحة وقوة عقله.

سادسًا: تنزيهه عن ارتكاب الإثم:
وهو انتهائه عن مشاركة عشيرته في عبادة الأصنام أو شرب الخمر أو ممارسة التعري، ولم يروى عنه أبدًا أنه والعياذ بالله مارس الزنا أو الفاحشة أو كذب أو سرق بل على العكس اتصف بالصدق والأمانة وحسن الخلق.

سابعًا: الصادق الأمين:
وهو الوصف الذي أطلقه عليه أعدائه على الرغم من شدة عداوتهم لما جاء به إلا أنهم ظلوا يلقبونه بالصادق الأمين الذي تحفظ عنده الودائع ولا يمسها بسوء، حتى أنه لما أراد الهجرة وكل علي رضي الله عنه برد الودائع لأهلها.

ثامنًا: السفر إلى خارج الحجاز:
وهو ما قام به مرتان في حياته، الأولى: مع عمه أبو طالب إلى الشام، وكان عمره حينها اثنتا عشر عامًا، والثانية: في تجارة السيدة خديجة وكان ذلك قبل زواجه منها وقبل البعثة النبوية.

تاسعًا: حبه للخلوة:
وهي العبادة في عزلة من الناس وهي عادة من عادات أبينا إبراهيم عليه السلام اتبعها من بعده سنة عند الرغبة في التعبد، وكان يذهب إلى غار حراء للعبادة وهو غار داخل جبل حراء ويطل على الكعبة، وكان يمكث هناك ليالي وأيام حتى ينفذ طعامه وشرابه فيعود إلى أهله للتزود، ثم يعود لخلوته مرة أخرى.