مهما بلغ الإنسان من قوة و غنى وجاه سيظل مخلوقاً ضعيفاً، دائما يحتاج رضا الله، كما يظل ضعيفاً ويحتاج العون و التوفيق من الله فيلجأ إلى الله، في كل أمور الحياه، وطلب العون يكون بالدعاء، حيث يكون الدعاء لطلب الرضا من الله وطلب الرحمة والمغفرة، وأحيانا يكون الدعاء لطلب أمر من أمور الدنيا، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين عرش الرحمن حجاب، كما يلجأ الإنسان للاستعانة بالله عندما يصيبه أي أذى أو يقع في مشكلة، فاللجوء لله في كل أمر من أمور الدنيا مهما كان صغيراً أو كبيراً هو من صفات المؤمن الذي يتوكل على الله و يعلم فضل الدعاء ويرغب في رضا الله و رحمته، والدعاء له فضل عظيم حيث أن الدعاء قد يدفع ضر كان مقدر أو يدفع بلاء فلا تبخل على نفسك بالدعاء حيث أنه يجلب لك الخير و يدفع عنك بلاء.

الدعاء أثناء السجود

فقد أخرج مسلم وأصحاب السّنن أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” ألا و إنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظموا فيه الرّب عزّ وجل، و أمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء، فَقَمِنُُ أن يستجاب لكم “.

الدعاء في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة

، ففي الصّحيحين و غيرهما من حديث أبي هريرة، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – ذكر يوم الجمعة فقال:” فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم و هو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إيّاه ، و أشار بيده يقللها “.

الدعاء في الثلث الأخير من الليل

 فقد أخرج مسلم و أصحاب السّنن أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك و تعالى إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصّبح “.

شروط إجابة الدعاء

هناك العديد من الشروط التي تُساعد على استجابة الدعاء، منها:

  • الإخلاص لله تعالى: فالدعاء عبادة لله تعالى، ويجب أن يكون مخلصاً لله تعالى، ولا يقصد به غير الله تعالى.
  • الصدق في الدعاء: يجب أن يكون الدعاء صادقاً من القلب، وأن يكون الداعي مؤمناً بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.
  • الثبات على الدعاء: يجب أن يستمر الداعي في دعائه، ولا يمل من الدعاء، حتى يستجيب الله تعالى له.
  • الخشوع في الدعاء: يجب أن يكون الداعي خاشعاً لله تعالى عند الدعاء، وأن يشعر بصدق ما يدعو به.
  • حسن الظن بالله تعالى: يجب أن يكون الداعي حسن الظن بالله تعالى، وأن يثق بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.
  • الابتعاد عن الذنوب والمعاصي: يجب أن يحرص الداعي على التوبة من الذنوب والمعاصي، وأن يحافظ على أداء الفرائض، وأن يكثر من الأعمال الصالحة.
  • الدعاء في أوقات إجابة الدعاء: هناك بعض الأوقات التي تكون فيها استجابة الدعاء أقرب، مثل: الثلث الأخير من الليل، ووقت السحر، ويوم الجمعة، ويوم عرفة، وليلة القدر.
  • الدعاء بأسماء الله الحسنى: إن أسماء الله الحسنى لها مفعول عجيب في استجابة الدعاء، ولذلك ينصح بالدعاء بأسماء الله الحسنى.
  • الدعاء بصفات الله تعالى: إن صفات الله تعالى أيضاً لها مفعول عجيب في استجابة الدعاء، ولذلك ينصح بالدعاء بصفات الله تعالى.

وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على استجابة الدعاء، منها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة".
  • وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء".
  • وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا الله تعالى بقلب صادق، وإخلاص، ورجاء الإجابة، استجاب الله له".

وعلى المسلم أن يحرص على استجابة الدعاء، وأن يسعى لتحقيق الشروط التي تُساعد على استجابة الدعاء، وأن يؤمن بأن الله تعالى سيستجيب لدعائه.