أثناء طريق هجرة الرسول ، صل الله عليه وسلم ، حدثت العديد من المواقف التي تحمل في طياتها العبرة و الموعظة للمسلمين ، و من بين تلك المواقف ، انتشر موقف أم معبد مع رسول الله و تناقلته الألسنة على مر التاريخ .

نبذة عن أم معبد 

– أم معبد هي عاتكة بنت خالد ، و هي سيدة مر عليها الرسول صل الله عليه و سلم ، أثناء سيره صل الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ، و لم تكن مسلمة ، و قد اشتهرت قصة أم معبد مع الرسول صل الله عليه وسلم ، لأنها عندما رأته ما كان عليها إلا أن تؤمن به و تصدقه .

– و ذلك نتيجة المعجزات التي رأتها من الرسول صل الله عليه وسلم ، و قد أوتيت تلك السيدة من البيان و وصفت النبي صل الله عليه و سلم وصفًا يعجز عن قوله كبار و فطاحل البلغاء ، و تم ذكر وصفها للرسول في مجالس كبار الأئمة ، فحديثها صحيح رواه الإمام البغوي و أخرجه الحاكم و رواه الحافظ بن كثير .

موقف أم معبد مع الرسول صل الله عليه وسلم 

– عندما أذن الله تعالى للرسول صل الله عليه و سلم بالهجرة ، خرج من مكة مهاجرًا بصحبة أبي بكر الصديقة إلى المدينة ، و كان معهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، و الدليل عبدالله بن أريقط ، و في الطريق مروا بخيمة أم معبد ، و كانت امرأة مسنة كبيرة في السن ، و سألوها إن كان لديها لحمًا يشتروه منها ، و لكن لم يجدوا لديها لحمًا ، و قد نفد منهم الزاد .

– فرأى الرسول ، صل الل عليه و سلم ، شاه في طرف الخيمة و سألها عنها ، فقالت إنها شاه خلفها الجهد أي أنها هزيلة و لا تقدر على المشي ، فسألها هل بها حليب ، فأجابته بأنها ضعيفة و ليس بها حليب ، فاستأذنها الرسول صل الله عليه و سلم أن يحلبها ، فقالت له إن رأيت بها حلبًا ؛ فاحلبها .

– دعا رسول الله ، صل الله عليه و سلم ، و مسح عليها ، و ما هي إلا ثوان معدودة و فتحت الشاة قدميها للحلب لكثرة ما اجتمع بها من الحليب بفضل دعاء النبي صل الله عليه وسلم ، و كان الحليب يسيل سيلانًا لكثرته و وفرته ، و شربت أم معبد و سربوا جميعًا من الحليب .

وصف أم معبد للرسول صل الله عليه وسلم 

عندما جاء زوج أم معبد و وجد لديها الحليب سألها من أين لكي هذا الحليب ، فأجابته أن رجلًا مباركًا قد مر عليها ، و طلب منها الحليب فلم يجد ، فاستأذنها و دعا و مسح على الشاه ؛ فأخرجت حليبًا كثيرًا ، فقال لها زوجها صفيه ، فقالت أم معبد : ” رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، لم تعبه فجله وسيم قسيم في عينيه دعج ، و في أشفاره وطف ، و في صوته صحل ، و في عنقه سطع ، و في لحيته كثاثة أي كثرة و التفاف ، إن صمت علاه الوقار ، و إن تكلم سما ؛ أجمل الناس و أبهاه من بعيد ، و أجلاه و أحسنه من قريب ، حلو المنطق ، فصل لا نزر و لا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ، ربعة لا يأس من طول ، لا تحتقره العين حين تشاهده ، و ليس بالقصير ، فهو أنضر الثلاثة منظرًا ، و أحسنهم قدرًا ، له رفقاء يحفون به ، إن قال أنصتوا لقوله ، و إن أمر تبادروا لأمره ، محشود محفود ، لا عابس و لا مفند “.