في الأساس تعد الصحة النفسية من أحد أهم ميادين علم النفس بل أنها من أكثرها تشعباً ، و إثارة فلكل شخص في المجتمع طريقته الخاصة في التفكير بل ، و مجموعة من العادات ، و الأفعال التي يحبها ، و يجد في نفسه الميل العالي إليها علاوة على بعضاً من الأفعال أو العادات التي يكرهها وينبذها ولا يميل إليها ، و قد جاء اتفاق علماء النفس على مجموعة من تلك المؤشرات التي تعني تمتع الشخص بصحة نفسية جيدة أو متزنة ، و سوية ، و من بين تلك المؤشرات ما يشعر به الشخص نفسه ، و من بينها أيضاً ما يدركه أو يلاحظه فيه الآخرين أو المحيطون به جراء تعاملهم معه إذاً فما هي أهم مظاهر الصحة النفسية الجيدة.
المظاهر الخاصة بالصحة النفسية الجيدة :– يوجد عدداً من المظاهر الخاصة بالصحة النفسية و هي :-
أولاً :- الاتزان الانفعالي :- و هو يعني مدى أو درجة اتزان الفرد في ردود أفعاله المختلفة فلا يكون كمثال بارداً أو غير مبالي أو حتى منفعلاً ، و مندفعاً أكثر من المطلوب أو من اللازم ، و إنما يكون تعامله مع المواقف ، و الأشخاص ، و الأمور المختلفة التي تواجهه بطريقة مناسبة ، و بعقلانية بل ، و أن يجد حلولاً مناسبة ، و عقلانية للمشكلات أو الصعوبات التي تواجهه ، و ذلك على اختلافها ، و لا يقوم بالتهرب منها حيث تنتج تلك الحالة من الأساس من خلال شعور الفرد بالراحة النفسية علاوة إلى شعوره بالطمأنينة إضافةً إلى الاكتفاء الذاتي لديه هذا بالإضافة إلى عدد من الأمور الأخرى الهامة مثال شعوره بالتفاؤل ، و الأمل في المستقبل ، و ابتعاده عن القلق ، و التوتر العالي أو الأفكار التشاؤمية مثال الشعور بالخوف أو الإحساس بالوحدة ، و بالتالي فإن اتزان الفرد الانفعالي ، و ذلك في مواجهة الأحداث أو المواقف باختلافها من حوله هو دليل قوي على تمتعه بصحة نفسية جيدة .
ثانياً :- الدافعية :– و هي تعني الدافع وراء القيام بالأفعال المختلفة من جانب الفرد ، و هي تنقسم إلى عدة أقسام أو أنواع فمنها الدوافع العضوية وهي عبارة عن تلك الدوافع التي لها علاقة بالجسم وبأعضائه المختلفة مثال تناول الطعام بدافع الجوع أو أخذ قسطاً من الراحة بعد بذل الجهد ، و الإحساس بالتعب ، و منها ما هو نفسي ، و بيولوجي ، و هو قريباً من القسم الأول ، حيث لا يتحكم فيها الجسم بشكلاً مباشراً ، و إنما هي دوافع داخلية مثال الإحساس بالحب ، و الشعور بالكراهية أو الغضب أو الحزن ، و أخيراً الدافع القيمي ، و هو عبارة عن ذلك الدافع لدى الفرد والذي يكون عبارة عن ذلك النتاج عن مجموعة مبادئه ، و قيمه التي يؤمن بها ، و يتتبع خطاها ، و هي من أكثر ما يتحكم في السلوكيات الخاصة بالأفراد ، و ذلك راجعاً إلى أن سلوك الفرد ما هو إلا انعكاساً لمبادئه ، و قيمه التي يؤمن بها .
ثالثاً :- التفوق العقلي :– و هو يعني نسبة الذكاء الخاصة بالفرد مثال قدرته على التحليل أو التحصيل الدراسي ، و هي ترتبط بشكل عالي بالصحة النفسية الجيدة إذ أن عدم تمتع الفرد بصحة نفسية جيدة ينتج عنه معاناته من التشتت العالي في تفكيره ، و عدم اتزانه العقلي .
رابعاً :- وجود علاقات اجتماعية :– من أحد مظاهر الصحة النفسية الجيدة أو السليمة للفرد هي قدرته أو مقدرته على التفاعل ، و الانخراط في المجتمع بل ، و التعامل الجيد ، و المرن معه هذا بالطبع علاوة على قدرته على اكتساب الأصدقاء أو المعارف ، و شعوره الداخلي بالأمن وذلك يكون ضمن هذا المجتمع المنتمي إليه إضافةً إلى عمله من أجل تنمية ، و تطوير المجتمع الخاص به ، و ليس فقط اكتفائه بتطوير ، و تنمية مهاراته ، و قدراته أي ذاته فقط .
إذاً فقد تبين لنا أن الصحة النفسية الجيدة تنعكس بشكل مباشر ، و عالي على جميع أفعال أو أقوال الفرد ، و تصرفاته المختلفة ، و الفرد الذي يتمتع بصحة نفسية سليمة ، و جيدة سيكون بالطبع ذلك الفرد السعيد ، و المتفائل بل المقبل على الحياة ، و منخرطاً بها بشكل عالي إضافةً إلى أن الصحة النفسية الجيدة للفرد سوف تقوم بإحداث التطور له وذلك بشكلاً مستمراً هذا علاوة على المحيطون به أما الفرد الذي لا يتمتع بصحة نفسية جيدة فسيكون عبارة عن ذلك الفرد الأقل إقبالاً واندفاعاً على الحياة والتعاطي معها بل سيكون إضافةً إلى ذلك أقل نشاطاً وغالباً ما ستسيطر عليه النظرة السلبية أو المتشائمة للأمور وذلك على اختلاف أنواعها هذا بالفعل علاوة على تهربه وبشكل مستمر من مواجهة أي مشاكل أو عوائق أو ظروفاً صعبة قد تواجهه إذاً فالصحة النفسية الجيدة لأفراد أي مجتمع هي عبارة على ذلك المفتاح الذهبي لتطوير وتنمية ورقي هذا المجتمع على كافة الأصعدة .