اضطراب الهوية الجندرية (بالإنجليزية: Gender dysphoria) اختصارا يعرف بـ(GD). وهو تشخيص يطلقه أطباء وعلماء النفس والفزيولوجيون على الأشخاص الذين يعانون من حالة من اللا ارتياح أو القلق حول نوع الجنس الذي ولدوا به. وكان يعتبر تصنيفا نفسيا، ثم أزيل التشخيص من قائمة الأمراض العقلية والنفسية. لكن جميع المصادر كانت قديمة أو حديثة أقرت أن أسبابه بيولوجية كالتركيبة الجينية للإنسان أو البنية الدماغية المتعلقة بالتأثيرات الهرمونية على الدماغ في فترة التكوين الجنيني (ما قبل الولادة). يصف هذا التشخيص المشاكل المتعلقة بـكره الجسد وعدم الارتياح معه ويكون عقل المصاب بهذا الخلل مشحوناً بتغيير الجسد أو عملية تصحيح الجنس الجسدي ليتناسب مع الهوية الجندرية. وهو تصنيف تشخيصي لا ينطبق بشكل عام على "المصححين جنسياً" أو "المتحولين جنسياً".

أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال

يعاني بعض الأطفال المصابين بالهوية الجندرية بالعديد من الأعراض والتي من بينها :

ـ حدوث تناقض بين جنس الطفل وبين الجنس الذي تم تعيينه به عند الولادة، ولكنه يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، لكي يتم تصنيفه على أنه اضطراب.

ـ وجود رغبة قوية لدى الأطفال في أن يكون الطفل من الجنس الآخر.

ـ وجود رغبة قوية لدى الذكور لخلع ملابسهم والظهور بدون ملابس في سن صغير.

ـ تزايد الرغبة لدى الفتيات الصغيرات لإرتداء الملابس الذكورية.

ـ الرغبة الدائمة والتفضيل للقيام بتبديل الأدوار عند اللعب سويًا، فتحل البنت دور الولد والولد دور البنت.

ـ الميل لاستخدام الألعاب التي يفضلها الجنس الأخر وليس نفس الجنس للطفل.

ـ كثرة الاضطرابات التي لها دلالة سريرية، والتي من بينها الوحدة السيكولوجية، فالطفل يحب أن يناديه الآخرين على أنه أنثى أو ذكر والعكس صحيح.

ـ إنعدام الرغبة والرفض التام للقيام بعمل أي فحوصات تشريحية أو سريرية.

أعراض اضطراب الهوية الجندرية عند المراهقين

أما لدى المراهقين والبالغين فتتعدد الأعراض والتي تختلف بشكل طفيف عنها لدى الأطفال، ومن بين تلك الأعراض :

ـ وجود تناقض كبير بين الخصائص الخاصة بالفرد والجنس الحقيقي له، كالأعضاء الجنسية وارتباطها بالخصائص الجنسية الثانوية ” كبروز الثديين أو ظهور شعر الإبط “، ولابد أن يتواجد هذا التناقض بصورة دائمة على الأقل ستة أشهر.

ـ وجود رغبة قوية لدى الأفراد المصابين بالتخلص من الخصائص الجنسية الأولية لهم، والتي من بينها الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى الخصائص الثانوية كنمو الشعر أو عدم نموه حسب الجنس.

ـ زيادة الرغبة لدى الأفراد في أن يكون الشخص من الجنس الآخر، والحب الشديد للتعامل مع الجنس الآخر دون التعامل مع نفس جنسه.

ـ الإحساس بالقناعة القوية بأن الشخص لديه مشاعر وردود أفعال تُصنف بأنها من النوع النمطي الخاص بالجنس الآخر.

ـ كثرة الاختلالات التي لها دلالة سريرية حسب البيئات المختلفة للمصاب، سواء بيئة العمل أو المدرسة أو المنزل.

كيفية تشخيص اضطراب الهوية الجندرية

يتم تشخيص اضطراب الهوية الجندرية لدى الأشخاص المصابين بهم، بعد اكتشاف وجود الكثير من الاضطرابات التي تظهر على هيئة تضاد واختلاف مع هويتهم البيولوجية، فهم دائمًا ما يشعرون بشيء مخالف لا يتفق مع ما يمتلكون من أعضاء جنسية، وبالمثل تكون الدوافع الجنسية النفسية لديهم مخالفة عن جنسهم الحقيقي، لأن هذا الجانب يُعد من أهم الجوانب التي يمكن من خلاله اكتشاف مرض اضطراب الهوية الجندرية.

نظرًا لأن الاضطراب الذي يحدث نتيجة لهذا التضاد يكون من أولى العلامات التي يراها الطبيب والإنسان نفسه دون الذهاب إلى الطبيب، فعندما يتواجد هذا العرض لدى شخص ما، يقوم الطبيب بتوجيه القليل من الأسئلة إليه عن حياته سواء داخل أو خارج المنزل، ومنها يستطيع أن يكتشف المرض بوضوح.

اضرار اضطراب الهوية الجندرية

يجب العلم أن اضطراب الهوية الجندرية قد لا ينظر إليه البعض على أنه مرض يستحق العلاج وخاصة في الدول الغربية، إلا في حالة واحدة، وهو أن يتسبب في إحداث تعطيل في حياة الشخص، لأن تلك النوعية من الأمراض قد يختلف تأثيرها من فرد إلى فرد حسب الدرجة التي وصل إليها من المرض، فقد يكون المرض ظاهريًا فقط، ويستطيع المريض استكمال حياته، وقد يكون متعمقًا فيه يعوقه عن القيام بدوره وواجباته حياته كاملة، وهنا لابد من الخضوع للعلاج.