حفلت حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعديد من الأحداث منذ مولده و حتى بعثته ، و التي شهدت جميعها برعاية الله له و لرسالته الكريمة فيما بعد .

مولد رسول الله
– ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام 571 ميلاديا ، و قد توفي والده قبل مولده الكريم ، و بعد أن وضعته أمه انتظرت أن تأتي له مرضعة كحال باقي أشراف مكة ، و لكن لم تأتي إليه أيا منهم نظرا لكونه يتيم ، في حين لم تتمكن أمه في الرضاعة حليمة السعدية من الحصول على طفل ، فأبت الرجوع بدون طفل و وافقت على اصطحابه معها .

– و حينما رجعت به بقي بصحبتها لمدة عامين كاملين ، ثم استأذنت أهله ليبقى معها فبقي حتى أتم الخامسة من عمره ، و بعدها عاد إلى والدته و كان في كفالة جده ، حتى أن توفت والدته أثناء عودتها من رحلة زيارة أخواله ، بعدها عاد وحيدا ليتوفى جده عبد المطلب و ينتقل إلى كفالة عمه أبو طالب .

كفالة عمه أبو طالب
عاش رسول الله بعد موت جده في كنف عمه أبو طالب و تربى مع أبناء عمه ، و كان عمه وقتها يعمل بالتجارة فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، و كان يسافر معه في العديد من القوافل التجارية الذاهبة إلى الشام و غيرها ، و التي كانت سببا فيما بعد في تعرفه على السيدة خديجة بنت خويلد و زواجه منها .

رحلة الشام
– ذكر المؤرخون عن حياة النبي رحلتين إلى الشام ، كانتا قبل زواجه من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، و كانت الرحلة الأولى بصحبة عمه أبو طالب و هي تلك الرحلة التي قابل فيها ذلك الراهب المعروف .

– أما الرحلة الثانية فكان وقتها على رأس قافلة تجارية تملكها السيدة خديجة ، تلك التي عاد منها ليتزوج بالسيدة خديجة بعدها .

– بالنسبة للرحلة الأولى فقد كانت هذه الرحلة ذاهبة من قريش إلى الشام ، و قبل أن تصل إلى مقصدها توقفت في منطقة تعرف باسم نصرة ، و هي منطقة تتبع أراضي الشام ، و كان يسكن في هذه المنطقة راهب مسيحي يعرف باسم بحيرة .

– كان ذلك الراهب رجل يحترمه الجميع و يقدسه المسيحيون ، و كان دائم العبادة في صومعته .

لقاء الراهب بحيرة مع رسول الله
– حينما وصلت القافلة إلى تلك المنطقة التقى هذا الراهب بها ، تلك القافلة التي كان بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، حينها لفت نظره شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و ظل يتأمله و يدقق في صفاته و يحملق في ملامحه ، و كان من أكثر الأشياء التي لفتت نظره تلك الغمامة التي كانت ترافقه أينما حل لتقيه منم حرارة الشمس .

– بعدها سأل عن أمر هذه القافلة فأشاروا إلى عم النبي ، فذهب إليه بحيرة و طلب منه أن يجلسوا معه و يتناولوا معه الطعام ، و سأله عن سيدنا محمد فقا له أنه إبن أخيه .

– بعدما فرغوا من الطعام ذهب الراهب إلى سيدنا محمد و سأله عن شئ و أقسم عليه باللات و العزى ، وقتها استخدم هذا القسم لأنه كان يعلم أنه القسم المقدس لدى أهل قريش ، حينها رد عليه رسول الله قائلا لا تسألني باللات و العزى فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ، فرد الراهب قائلا أريد أن أسألك عن بعض الأشياء و ظل يسأله عن هيئته و حياته و أموره و صفاته .

– في هذا الوقت طلب بحيرة من رسول الله أن ينظر إلى ظهره ، فوجد خاتم النبوة بين كتفيه فاتجه إلى عمه أبو طالب و قال له ابن أخيك هذا له شأن عظيم ، احذر عليه من اليهود و أسرع به إلى بلاده .